Wednesday, 18 February 2009

الجزء الثالث من الإبحار في معاني سورة البقرة وروعتها


وَبَشِّرْ" أَخْبِرْ "الَّذِينَ آمَنُوا" صَدَّقُوا بِاَللَّهِ "وَعَمِلُوا الصَّالِحَات" مِنْ الْفُرُوض وَالنَّوَافِل
"أَنَّ" أَيْ بِأَنَّ "لَهُمْ جَنَّات" حَدَائِق ذَات أَشْجَار وَمَسَاكِن "تَجْرِي مِنْ تَحْتهَا" أَيْ تَحْت أَشْجَارهَا وَقُصُورهَا "الْأَنْهَار"
أَيْ الْمِيَاه فِيهَا وَالنَّهْر الْمَوْضِع الَّذِي يَجْرِي فِيهِ الْمَاء لِأَنَّ الْمَاء يَنْهَرهُ أَيْ يَحْفِرهُ وَإِسْنَاد الْجَرْي إلَيْهِ مَجَاز
"كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا" أُطْعِمُوا مِنْ تِلْكَ الْجَنَّات . "مِنْ ثَمَرَة رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي" أَيْ مِثْل مَا "رُزِقْنَا مِنْ قَبْل"
أَيْ قَبْله فِي الْجَنَّة لِتَشَابُهِ ثِمَارهَا بِقَرِينَةِ
"وَأُتُوا بِهِ" أَيْ جِيئُوا بِالرِّزْقِ "مُتَشَابِهًا" يُشْبِه بَعْضه بَعْضًا لَوْنًا وَيَخْتَلِف طَعْمًا "
وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاج" مِنْ الْحُور وَغَيْرهَا "مُطَهَّرَة" مِنْ الْحَيْض وَكُلّ قَذَر
"وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" مَاكِثُونَ أَبَدًا لَا يَفْنَوْنَ وَلَا يَخْرُجُونَ .
وَنَزَلَ رَدًّا لِقَوْلِ الْيَهُود لَمَّا ضَرَبَ اللَّه الْمَثَل بِالذُّبَابِ فِي قَوْله : ( وَإِنْ يَسْلُبهُمْ الذُّبَاب شَيْئًا وَالْعَنْكَبُوت
فِي قَوْله : ( كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوت - مَا أَرَادَ اللَّه بِذِكْرِ هَذِهِ الْأَشْيَاءالْخَسِيسَة ؟
فَأَنْزَلَ اللَّه إنَّ اللَّه لَا يَسْتَحْيِ أَنْ يَضْرِب" يَجْعَل "مَثَلًا" ما لِتَأْكِيدِ الْخِسَّة في شأن "بَعُوضَة" مُفْرَد الْبَعُوض وَهُوَ صِغَار الْبَقّ "فَمَا فَوْقهَا" أَيْ أَكْبَر
أَيْ لَا يَتْرُك بَيَانه لِمَا فِيهِ مِنْ الْحُكْم
"فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ" أَيْ الْمَثَل "الْحَقّ" الثَّابِت الْوَاقِع مَوْقِعه "مِنْ رَبّهمْ
وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّه بِهَذَا مَثَلًا" أَيْ : أَيّ فَائِدَة فِيهِ
قَالَ تَعَالَى فِي جَوَابهمْ "يُضِلّ بِهِ" أَيْ بِهَذَا الْمَثَل "كَثِيرًا" عَنْ الْحَقّ لِكُفْرِهِمْ بِهِ
"وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا" مِنْ الْمُؤْمِنِينَ لِتَصْدِيقِهِمْ بِهِ "
وَمَا يُضِلّ بِهِ إلَّا الْفَاسِقِينَ" الْخَارِجِينَ عَنْ طَاعَته

الَّذِينَ""يَنْقُضُونَ عَهْد اللَّه" مَا عَهِدَهُ إلَيْهِمْ فِي الْكُتُب مِنْ الْإِيمَان بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
"مِنْ بَعْد مِيثَاقه" تَوْكِيده عَلَيْهِمْ
وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّه بِهِ أَنْ يُوصَل" مِنْ الْإِيمَان بِالنَّبِيِّ وَالرَّحِم وَغَيْر ذَلِكَ"
وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْض" بِالْمَعَاصِي وَالتَّعْوِيق عَنْ الْإِيمَان "
أُولَئِكَ" الْمَوْصُوفُونَ بِمَا ذُكِرَ "هُمْ الْخَاسِرُونَ" لِمَصِيرِهِمْ إلَى النَّار الْمُؤَبَّدَة عَلَيْهِمْ

"كَيْفَ تَكْفُرُونَ" يَا أَهْل مَكَّة "بِاَللَّهِ"
وَقَدْ "كُنْتُمْ أَمْوَاتًا" نُطَفًا فِي الْأَصْلَاب "فَأَحْيَاكُمْ" فِي الْأَرْحَام وَالدُّنْيَا بِنَفْخِ الرُّوح فِيكُمْ
وَالِاسْتِفْهَام لِلتَّعْجِيبِ مِنْ كُفْرهمْ مَعَ قِيَام الْبُرْهَان أَوْ لِلتَّوْبِيخِ
"ثُمَّ يُمِيتكُمْ" عِنْد انْتِهَاء آجَالكُمْ "ثُمَّ يُحْيِيكُمْ" بِالْبَعْثِ
"ثُمَّ إلَيْهِ تُرْجَعُونَ" تُرَدُّونَ بَعْد الْبَعْث فَيُجَازِيكُمْ بِأَعْمَالِكُمْ
وقد َقَال ذلكَ دَلِيلًا عَلَى الْبَعْث لِمَا أَنْكَرُوهُ

هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْض" أَيْ الْأَرْض وَمَا فِيهَا "جَمِيعًا" لِتَنْتَفِعُوا بِهِ وَتَعْتَبِرُوا
"ثُمَّ اسْتَوَى" بَعْد خَلْق الْأَرْض أَيْ قَصَدَ "إلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ"أَيْ صَيَّرَهَا
كَمَا فِي آيَة أُخْرَى ( فَقَضَاهُنَّ "سَبْع سَمَاوَات وَهُوَ بِكُلِّ شَيْء عَلِيم" مُجْمَلًا وَمُفَصَّلًا
أَفَلَا تَعْتَبِرُونَ أَنَّ الْقَادِر عَلَى خَلْق ذَلِك ابْتِدَاء وَهُوَ أَعْظَم مِنْكُمْ قَادِر عَلَى إعَادَتكُمْ

من هذه الآيات نرى:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


1 - وصف الله لجنته التي وعد بها المتقون العاملين على مرضاته

2 -وأيضا ذكر الخسارة وهي الخزي في الحياة الدنيا والخلود في نار جهنم نتيجة الفساد في الأرض ونقض عهودهم مع الله على أن يؤمنوا بمحمد ورسالته ومحاربتهم للإسلام وهذا مايفعله اليهود حتى الآن وهم الخاسرون فقد وعدهم الله بالخسارة وإنا لمنتظرون ذلك اليوم الذي ينطق فيه كل شجر وحجر ويقول ورائي يهودي فيذلهم الله بالدنيا ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر ليلقوا حسابهم العسير في نار جهنم مع أمثالهم السابقين والتابعين

3 -يدعونا الله من خلال هذه الآيات إلى التفكر في خلقه من خلق الإنسان والأرض والسموات السبع

فالتأمل عبادة وثقل للروح في متابعة نعم الله علينا واعترافنا بقدرته وربوبيته

تفكروا دائما في خلق الله ونعمه وسبحوه دائما اجعلوا ألسنتكم رطبة بذكره وخاصة أوقات السحر ومن قبل المغرب وبعد الفجر

ولا تنسوا أبدا أنه بذكر الله تطمئن القلوب فأكثروا من التسبيح والتكبير والحوقلة ( قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) وبالإستغفار دائما وقولوا لا إله إلا الله كثيرا

لاتنسوا أن " سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم " تمحي الذنوب ولو كانت مثل زبد البحر وقولوا ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)

احمدوا الله كثيرا على كل شيء حتى لو كان كربا أو مرضا فإن فيه تخفيف لذنوبكم وتذكروا" مامن من شوكة يشاكها المسلم إلا حط الله بها عنه خطيئة ورفع له بها درجة"

التزموا بقول اللهم لك الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك

اجعلوا وردا من كل تسبيح ذكرته هنا أو تعرفوه أنتم مثلا كل تسبيح عشر مرات كبدايه ويزيد بعد ذلك بإذن الله

حاربوا نفوسكم الأمارة بالسوء واخسئوا قرنائكم رهط الشيطان عدو الله وعدوكم بذكر الله والصلاة والصيام وقراءة القرءان ولو النذر اليسير القليل منه يوميا فهي أسلحتكم ضدهم


وَاذْكُرْ يَا مُحَمَّد إذْ " قَالَ رَبّك لِلْمَلَائِكَةِ إنِّي جَاعِل فِي الْأَرْض خَلِيفَة" يَخْلُفنِي فِي تَنْفِيذ أَحْكَامِي فِيهَا
"قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِد فِيهَا" بِالْمَعَاصِي "وَيَسْفِك الدِّمَاء"يُرِيقهَا بِالْقَتْلِ كَمَا فَعَلَ بَنُو الْجَانّ
وَكَانُوا فِيهَا فَلَمَّا أَفْسَدُوا أَرْسَلَ اللَّه عَلَيْهِمْ الْمَلَائِكَة فَطَرَدُوهُمْ إلَى الْجَزَائِر وَالْجِبَال
"وَنَحْنُ نُسَبِّح" مُتَلَبِّسِينَ "بِحَمْدِك" أَيْ نَقُول سُبْحَان اللَّه
وَنُقَدِّس لَك" نُنَزِّهك عَمَّا لَا يَلِيق بِك أَيْ فَنَحْنُ أَحَقّ بِالِاسْتِخْلَافِ
قَالَ تَعَالَى "إنِّي أَعْلَم مَا لَا تَعْلَمُونَ" مِنْ الْمَصْلَحَة فِي اسْتِخْلَاف آدَم وَأَنَّ ذُرِّيَّته فِيهِمْ الْمُطِيع وَالْعَاصِي فَيَظْهَر الْعَدْل بَيْنهمْ فَقَالُوا لَنْ يَخْلُق رَبّنَا خَلْقًا أَكْرَم عَلَيْهِ مِنَّا وَلَا أَعْلَم لِسَبْقِنَا لَهُ وَرُؤْيَتنَا مَا لَمْ يَرَهُ
فَخَلَقَ اللَّه تَعَالَى آدَم مِنْ أَدِيم الْأَرْض أَيْ وَجْههَا بِأَنْ قَبَضَ مِنْهَا قَبْضَة مِنْ جَمِيع أَلْوَانهَا وَعُجِنَتْ بِالْمِيَاهِ
وَسَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ الرُّوح فَصَارَ حَيَوَانًا حَسَّاسًا بَعْد أَنْ كَانَ جَمَادً

وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ" أَيْ أَسَمَاء الْمُسَمَّيَات "كُلّهَا" بِأَنْ أَلْقَى فِي قَلْبه
"ثُمَّ عَرَضَهُمْ" أَيْ الْمُسَمَّيَات وَفِيهِ تَغْلِيب الْعُقَلَاء "عَلَى الْمَلَائِكَة
فَقَالَ " لَهُمْ تَبْكِيتًا "أَنْبِئُونِي" أَخْبِرُونِي "بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ" الْمُسَمَّيَات
"إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" فِي أَنِّي لَا أَخْلُق أَعْلَم مِنْكُمْ أَوْ أَنَّكُمْ أَحَقّ
قَالُوا سُبْحَانك" تَنْزِيهًا لَك عَنْ الِاعْتِرَاض عَلَيْك "لَا عِلْم لَنَا إلَّا مَا عَلَّمْتنَا" إيَّاهُ
"إنَّك أَنْت""الْعَلِيم الْحَكِيم" الَّذِي لَا يَخْرُج شَيْء عَنْ عِلْمه وَحِكْمَته
" قَالَ " تَعَالَى "يَا آدَم أَنْبِئْهُمْ" أَيْ الْمَلَائِكَة "بِأَسْمَائِهِمْ"
فَسَمَّى كُلّ شَيْء بِاسْمِهِ وَذَكَرَ حِكْمَته الَّتِي خُلِقَ لَهَا
فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ " تَعَالَى لَهُمْ مُوَبِّخًا "أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إنِّي أَعْلَم غَيْب السَّمَاوَات وَالْأَرْض" مَا غَابَ فِيهِمَا
"وَأَعْلَم مَا تُبْدُونَ" مَا تُظْهِرُونَ مِنْ قَوْلكُمْ أَتَجْعَلُ فِيهَا
"وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ" تُسِرُّونَ مِنْ قَوْلكُمْ لَنْ يَخْلُق أَكْرَم عَلَيْهِ مِنَّا وَلَا أَعْلَم

وَ " اُذْكُرْ " إذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اُسْجُدُوا لِآدَم " سُجُود تَحِيَّة بِالِانْحِنَاءِ
فَسَجَدُوا إلَّا إبْلِيس" هُوَ أَبُو الْجِنّ كَانَ بَيْن الْمَلَائِكَة
أَبَى" امْتَنَعَ مِنْ السُّجُود "وَاسْتَكْبَرَ" تَكَبَّرَ عَنْهُ وَقَالَ : أَنَا خَيْر مِنْهُ "وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ" فِي عِلْم اللَّه

وَقُلْنَا يَا آدَم اُسْكُنْ أَنْت" تَأْكِيد لِلضَّمِيرِ الْمُسْتَتِر لِيَعْطِف عَلَيْهِ وَزَوْجك" حَوَّاء - وَكَانَ خَلَقَهَا مِنْ ضِلْعه الْأَيْسَر - الْجَنَّة
وَكُلَا مِنْهَا" أَكْلًا "رَغَدًا" وَاسِعًا لَا حَجْر فِيهِ "حَيْثُ شِئْتُمَا
وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَة" بِالْأَكْلِ مِنْهَا وَهِيَ الْحِنْطَة أَوْ الْكَرْم أَوْ غَيْرهمَا "فَتَكُونَا" فَتَصِيرَا "مِنْ الظَّالِمِينَ" الْعَاصِينَ

فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَان" إبْلِيس أَذْهَبهُمَا "عَنْهَا" أَيْ الْجَنَّة
بِأَنْ قَالَ لَهُمَا : هَلْ أَدُلّكُمَا عَلَى شَجَرَة الْخُلْد وَقَاسَمَهُمَا بِاَللَّهِ إنَّهُ لَهُمَا لَمِنْ النَّاصِحِينَ
فَأَكَلَا مِنْهَا "فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ" مِنْ النَّعِيم
"وَقُلْنَا اهْبِطُوا" إلَى الْأَرْض أَيْ أَنْتُمَا بِمَا اشْتَمَلْتُمَا عَلَيْهِ مِنْ ذُرِّيَّتكُمَا
"بَعْضكُمْ" بَعْض الذُّرِّيَّة "لِبَعْضٍ عَدُوّ" مِنْ ظُلْم بَعْضكُمْ بَعْضًا
"وَلَكُمْ فِي الْأَرْض مُسْتَقَرّ" مَوْضِع قَرَار "وَمَتَاع" مَا تَتَمَتَّعُونَ بِهِ مِنْ نَبَاتهَا " إلَى حِين" وَقْت انْقِضَاء آجَالكُمْ

فَتَلَقَّى آدَم مِنْ رَبّه كَلِمَات" أَلْهَمَهُ إيَّاهَا
وَفِي قِرَاءَة بِنَصْبِ آدَم وَرَفْع كَلِمَات أَيْ جَاءَهُ
وَهِيَ رَبّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسنَا الْآيَة
فدعا بِهَا "فَتَابَ عَلَيْهِ" قَبِلَ تَوْبَته "إنَّهُ هُوَ التَّوَّاب" عَلَى عِبَاده "الرَّحِيم" بِهِمْ

إذن نخلص إلى :
ـــــــــــــــــــــــــــــ


1 - خلق الله الإنسان وكرمه وأعطاه نعمة العقل واستخلفه في الأرض يحيا بها حتى ينقضي أجله

2 - في الفتره من خلقه حتى موته عليه أن يعبد الله لا يشرك به شيئا ويعمل كل ما يؤهله ليكون من أهل جنته التي حرم الشيطان منها أباه وأمه وأذلهما وجعلهما يهبطان إلى الأرض

3 - ويجب أن ينتبه كل مسلم إلى أن عدوه الأكبر هو الشيطان وأيضا نفسه الأمارة بالسوء

فكل منا له قرين من الشياطين يحاول دائما أن يبعده عن طريق الحق

وكل قرناء بني آدم كفرة مشركين ويستمروا في الحياة حتى بعد موت الأشخاص الذين كانوا لهم قرناء

ولم يسلم من هؤلاء القرناء إلا قرين الرسول صلى الله عليه وسلم واسمه "نور" حيث أنه أسلم ويعيش حتى الآن في المدينة المنورة هو ورهطه

لذلك التزموا يوميا بقراءة سورة ق لأنها تخفف من تسلط قرين السوء عليكم والتزموا بالصلاة والصيام والتصدق وذكر الله



يتحدث الله هنا عن أمره لآدم وزوجه بالهبوط من الجنة ومعهم الشيطان الرجيم وأوضح أنه سوف يبعث لهم بالهدى وهو الكتاب والرسول على مر الأجيال فقد أرسل التوراة والإنجيل ومزامير داوود وصحف إبراهيم من قبلهم وأخيرا ختم بالرساله السماوية التي اشتملت على كل الأوامر والنواهي والأسس للحياة الإسلامية الكريمة الصحيحة

فمن آمن واتقى وامتثل للأوامر وانتهى عن النواهي فلا خوف على مصيره وسوف يكون من أهل الجنة ومن يكفر ويكذب بها ولا يتبعها فهو من أهل النار خالدا فيها

هذه قاعده ثابته علمناها ابتداءا من سورة الفاتحه ويؤكدها الله سبحانه وتعالى لنا دوما في كل سور كتابه الكريم

ويتحدث الله سبحانه وتعالى مبينا لبني إسرائيل على مر العصور المتعاقبة بأن رحمته بهم وبآبائهم منذ أيام سيدنا يعقوب كبيرة وعليهم أن يتبعوا هداه ويؤمنوا بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم حتى يضمنوا الجنه وأن يخافوه ويرهبوه ويتقوا عقابه لهم بالعذاب في الدنيا والآخرة

ويحذرهم وَيقول آمِنُوا بِمَا أَنْزَلْت" مِنْ الْقُرْآن "مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ" مِنْ التَّوْرَاة بِمُوَافَقَتِهِ لَهُ فِي التَّوْحِيد وَالنُّبُوَّة "وَلَا تَكُونُوا أَوَّل كَافِر بِهِ" مِنْ أَهْل الْكِتَاب لِأَنَّ خَلْفكُمْ تَبَع لَكُمْ فَإِثْمهمْ عَلَيْكُمْ "وَلَا تَشْتَرُوا" تَسْتَبْدِلُوا "بِآيَاتِي" الَّتِي فِي كِتَابكُمْ مِنْ نَعْت مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "ثَمَنًا قَلِيلًا" عَرَضًا يَسِيرًا مِنْ الدُّنْيَا أَيْ لَا تَكْتُمُوهَا خَوْف فَوَات مَا تَأْخُذُونَهُ مِنْ سَفَلَتكُمْ "وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ" خَافُونِ فِي ذَلِكَ دُون غَيْرِي

وَلَا تَلْبِسُوا" تَخْلِطُوا "الْحَقّ" الَّذِي أَنْزَلْت عَلَيْكُمْ "بِالْبَاطِلِ" الَّذِي تَفْتَرُونَهُ "وَ" لَا "تَكْتُمُوا الْحَقّ" نَعْت مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ" أَنَّهُ الْحَقّ

ثم يطلب منهم عبادات وهي:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"وَأَقِيمُوا الصَّلَاة وَآتُوا الزَّكَاة وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ" صَلُّوا مَعَ الْمُصَلِّينَ مُحَمَّد وَأَصْحَابه
وَنَزَلَ فِي عُلَمَائِهِمْ وكَانُوا يَقُولُونَ لِأَقْرِبَائِهِمْ الْمُسْلِمِينَ اُثْبُتُوا عَلَى دِين مُحَمَّد فَإِنَّهُ حَقّ

أَتَأْمُرُونَ النَّاس بِالْبِرِّ" بِالْإِيمَانِ . بِمُحَمَّدٍ "وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسكُمْ" تَتْرُكُونَهَا فَلَا تَأْمُرُونَهَا بِهِ
"وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَاب" التَّوْرَاة وَفِيهَا الْوَعِيد عَلَى مُخَالَفَة الْقَوْل الْعَمَل "أَفَلَا تَعْقِلُونَ" سُوء فِعْلكُمْ فَتَرْجِعُونَ



وطلب منهم الصوم والصلاة حيث قال:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وَاسْتَعِينُوا" اُطْلُبُوا الْمَعُونَة عَلَى أُمُوركُمْ "بِالصَّبْرِ" الْحَبْس لِلنَّفْسِ عَلَى مَا تَكْرَه
"وَالصَّلَاة" أَفْرَدَهَا بِالذِّكْرِ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهَا وَفِي الْحَدِيث ( كَانَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا حَزَبَهُ أَمْر بَادَرَ إلَى الصَّلَاة
وَقِيلَ الْخِطَاب لِلْيَهُودِ لَمَّا عَاقَهُمْ عَنْ الْإِيمَان الشَّرَه وَحُبّ الرِّيَاسَة فَأُمِرُوا بِالصَّبْرِ
وَهُوَ الصَّوْم لِأَنَّهُ يَكْسِر الشَّهْوَة
وَالصَّلَاة لِأَنَّهَا تُورِث الْخُشُوع وَتَنْفِي الْكِبْر
"وَإِنَّهَا" أَيْ الصَّلَاة "لَكَبِيرَة" ثَقِيلَة "إلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ" السَّاكِنِينَ إلَى الطَّاعَة
الَّذِينَ يَظُنُّونَ" يُوقِنُونَ "أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبّهمْ" بِالْبَعْثِ "وَأَنَّهُمْ إلَيْهِ رَاجِعُونَ" فِي الْآخِرَة فَيُجَازِيهِمْ

ويقول لهم الله سبحانه وتعالى:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يَا بَنِي إسْرَائِيل اُذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْت عَلَيْكُمْ" بِالشُّكْرِ عَلَيْهَا بِطَاعَتِي "وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ" أَيْ آبَاءَكُمْ "عَلَى الْعَالَمِينَ" عَالِمِي زَمَانهمْ

وَاتَّقُوا" خَافُوا "يَوْمًا" وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة "لَا تَجْزِي نَفْس عَنْ نَفْس شَيْئًا" "لَا تَجْزِي" فِيهِ "نَفْس عَنْ نَفْس شَيْئًا" "وَلَا يُقْبَل""مِنْهَا شَفَاعَة" أَيْ لَيْسَ لَهَا شَفَاعَة فَتُقْبَل "فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ" "عَدْل" فِدَاء "وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ" يُمْنَعُونَ مِنْ عَذَاب اللَّه

إذن نخلص أيضا إلى أن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - الأساس في العبادة هي تقوى الله واتباع أوامره التي أتانا بها في القرءان الكريم وعلمها لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم

2 - وأن نلتزم بالصلاة والصيام ونؤتي الزكاة

3 - وأن نتعلم من قصص السابقين وخاصة اليهود كيف عذبهم الله بعد نعمة وعزة

4 - ونتعلم أن الشيطان نزل إلى الأرض مع أبينا وأمنا آدم وحواء ليكون لنا عدوا فمن اتبعه كان من الخاسرين أصحاب النار فلابد أن نتجنب وسوساته ونلزم ذكر الله ونبتعد عن كل مايقربنا من غضب الله وناره من قول أو فعل او عمل




هنا ذكر لنعم الله على اليهود فقد أنقذهم من بطش فرعون حيث كان يعذبهم ويقتلهم ويذبح أبنائهم ويغتصب نسائهم وكانوا في كرب وابتلاء شديد وقد نجاهم الله وجعلهم يعبرون البحر
حيث شقه لهم كالطريق ثم أطبقه على فرعون وجنده وأغرقهم بعد مرور بني إسرائيل بسلام
وبعد ذلك أنزل على موسى التوراة لتكون رسالته إليهم ويعملوا بما فيها
ولذلك ذهب موسى إلى ميقات ربه مدة أربعين يوما هي ذو القعده كاملا وعشر من ذي الحجه
وعندما عاد وجدهم عبدوا العجل الذي صنعه لهم السامري وجعلوا العبادة في غير موضعها
ورغم ذلك أنعم الله عليهم بالغفران ومحا ذنبهم حتى يشكروه ويسبحوا بحمده ويعبدوه حق عبادته
وكانت التوراة لهم فرقانا بين الحق والباطل والحلال والحرام لعلهم يهتدوا من الضلال
وطلب منهم موسى التوبة عما فعلوه بعبادتهم للعجل
بأن يقتل البريء منهم المجرم ولكن الله أيضا رحمهم حتى لا يشعروا بالعذاب وهم يقتلوا شخصا في داخلهم رحمة عليه وأرسل عليهم سحابة سوداء فلم يرى بعضهم البعض وقتل منهم نحو سبعين ألفا وتاب عليهم قبل أن يتوبوا

وخرجوا مع موسى كي يتوبوا إلى الله عن فعلتهم
قالوا نريد أن نرى الله قبل أن نعتذر عما بدر منا ولن نؤمن به حتى نراه
فأخذتهم صاعقه مميته أماتتهم وهم ينظرون ماحل بهم منها
ورحمهم الله وبعثهم من جديد حتى يؤمنوا ويشكروا
ثم أظلهم بسحاب رقيق يقيهم حر الشمس
وأنزل عليهم المن وهو الترنجبين وأنزل عليهم السلوى وهو الطير السماني حتى يأكلوا من رزق الله
وأمرهم بأن لا يدخروا وينعموا بكل الرزق ولا يكفروا بالنعمه
ولكنهم عصوا الامر أيضا وادخروا فقطع الله عنهم لأنهم ظلموا أنفسهم بعصيانهم لأوامره
نرى هنا
ــــــــــــــــــــ
نعمة كبيرة أنعم الله بها على خلقه ألا وهي غفرانه لمعاصينا وتوبته علينا
فالله يقبل توبة عبده ويتقبلها منه ويفرح بهذه التوبة ويقول علم عبدي أن له إلها يغفر
والرائع أننا عندما نخطىء ونتوب ثم نعود إلى خطأنا مرة أخرى ثم نتوب يغفر لنا
فباب رحمته مفتوح دائما ولكن علينا ألا نعتمد على ذلك فنسرف في الخطأ عامدين متعمدين لأن الموت يأتي في أي لحظة وإذا بلغت الروح الحلقوم انتهى كل شىء ويموت كل على ما مات عليه فلا تجعلوا آخر لحظاتكم تكون على عصيان الله وارتكاب لمعصية
توبوا إلى الله دائما واجعلوا توبتكم توبة صحيحة ...كيف؟:
الاعتراف بالذنب
الندم على القيام به
التوبة إلى الله
الإصرار على عدم العودة لهذا الذنب مرة أخرى
مراقبة النفس حتى لا نخطىء ونرتكب الذنوب والكبائر صغيرها وكبيرها
لا نقول لقد تبنا وكفى بل لابد أن نقرن التوبة بالتقرب الى الله بكل ما أوتينا من قوة ونستزيد من عبادته
كان رسولنا العظيم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم يصلي صلاة القيام ويظل واقفا يدعو الله حتى تتشقق قدماه من طول الوقوف ويطلب من ربه أن يتوب عليه
فسألته زوجته السيدة عائشة رضي الله عنها تفعل ذلك وتشق على نفسك بالعبادة وقد غفر الله لك
فأجابها قائلا: أو لا أكون عبدا شكورا
أين نحن من رسول الله ومكانته عند الله
ورغم ذلك تلهينا الدنيا عن التزود بالتقوى لمشوارنا الطويل في الآخرة
توبوا إلى الله قبل أن ياتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة
فلا يعلم أي منا متى تأتي لحظة انتقاله من الدنيا وبداية حسابه


بعد خروجهم من " التيه " أمرهم الله بالدخول إلى بيت المقدس أو أريحا
وطلب منهم الدخول ساجدين منحنين طالبين من الله أن يحط عنهم خطاياهم أي يمحيها ويبدل سيئاتهم حسنات
وهذا سوف يفيدهم ويزيد المحسنين ثوابا عند ربهم
لكن اليهود قوم ضلال وفسق وعصيان إذ أنهم دخول زاحفين على على أستاهم (أي منطقة المقعدة) فسلط الله عليهم مرض الطاعون أهلك منهم في ساعة سبعين ألفا أو أقل قليلا
إذن بدل بنو اسرائيل القول..فبدلا من أن يقولوا حطة قالوا حنطة..وبدلوا طريقة الدخول..فبدلا من أن يدخلوا ساجدين,دخلوا على ظهورهم زاحفين..وكان هذا رغبة فى المخالفة..فأصابهم الله بعذاب من السماء بما كانوا يفسقون
..
إذن اليهود ليسوا من المتقين فهم لا ياتمروا بأوامر الله ولا ينتهوا عن نواهيه رغم نعمه الكثيرة عليهم
فعندما عطشوا وهم في التيه ودعا موسى ربه أن يسقيهم
أمره بضرب الحجر فانفجرت اثنتي عشرة عينا لكل سبط من الأسباط عينا يشرب منها ولا يشاركه فيها أحد
يالها من نعمه فالماء أساس الحياه ولكل سبط منهم عينا له ولقومه
لكنهم أيضا لم يرضوا ويقنعوا ويتوقفوا عن تمردهم فطلبوا أنواعا متعددة من الثمار وليس المن والسلوى فقط
فهم طامعين يريدون استبدال النعم ولا يقنعوا وينظروا لما في أيدي غيرهم
لذلك جُعِلَتْ "عَلَيْهِمْ الذِّلَّة" الذُّلّ وَالْهَوَان "وَالْمَسْكَنَة" أَيْ أَثَر الْفَقْر مِنْ السُّكُون وَالْخِزْي فَهِيَ لَازِمَة لَهُمْ وَإِنْ كَانُوا أَغْنِيَاء لُزُوم الدهر
وأنزل الله عليهم غضبه ولعنهم بأفعالهم وبقتلهم الأنبياء مثل زكريا ويحيي عدوانا وظلما بغير وجه حق
وبسبب عدوانهم وتجاوزهم الحد في ارتكاب المعاصي

إذن نستخلص من ذلك أن:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المؤمن التقي هو من يرضى بنعم الله عليه ويقنع برزقه
وله أن يحاول ويعمل ويكد لكن لا يشطط في رغباته وطلباته ولا يكون ذلك على حساب الآخرين

أيضا جرم الله القتل وحرمه فكل نفس ملك لله ولا يحق لأي إنسان أن يزهق روحا هي ملك لبارئها حتى الانسان هو نفسه لا يستطيع قتل نفسه انتحارا فهي ملك لله وإلا كان جزاؤه النار وبئس المصير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من هم الأسباط؟
ــــــــــــــــــــــــــ
الأسباط جمع سبط، والأسباط أحفاد يعقوب، وهم اثنا عشر سبطاً من اثني عشر ابناً، أو أنهم قبائل من بني إسرائيل،
والسِّبط في اللغة: الجماعة يرجعون إلى أب واحد، والسَبَط (على وزن درج) قد يأتي بمعنى: الشجر، والأسباط الذين هم من شجرة واحدة، ويقال: سبط عليه العطاء، إذا تابع عليه حتى يصل بعضه ببعض.
المقصود من الأسباط ـ إذن ـ ليس أبناء يعقوب، فهؤلاء ارتكبوا جميعاً ذنباً بحق أخيهم ولا يصلحون للنبوّة،
بل المقصود قبائل بني إسرائيل، أو أحفاد يعقوب ممن كان لهم أنبياء. ولما كان بين هؤلاء الأسباط أنبياء، فالآية عدتهم بين أولئك الذين نزلت عليهم آيات الله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماهو المقصود بالمن والسلوى؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
..*المن ..هو نقط حمراء تتجمع على أوراق الشجر بين الفجر وطلوع الشمس..وهى موجودة حتى الاّن فى العراق..وفى الصباح الباكر يأتى الناس بالملاءات البيضاء ويفرشونها تحت الشجر,ثم يهزون الشجر بعنف فتسقط القطرات الموجودة على ورق الشجر فوق الملاءات..فيجمعونها وتصبح من اشهى انواع الحلويات..فيها طعم القشدة وحلاوة عسل النحل..وهى نوع من الحلوى اللذيذة المغذية سهلة الهضم سريعة الامتصاص فى الجسم..والله سبحانه وتعالى جعله بالنسبة لهم وقود حياتهم,وهم فى الصحراء يعطيهم الطاقة..
*أما السلوى..فهى طير من السماء ويقال انه السمان ..يأتيهم فى جماعات كبيرة لا يعرفون مصدرها..ويبقى على الأرض حتى يمسكوا به ويذبحوه ويأكلوه..-لو كان بنو اسرائيل مؤمنين حقا..لقالوا: ان الذى رزقنا بالمن والسلوى لن يضيعنا..ولكن الحق جل جلاله ينزل لهم طعامهم يوميا من السماء ..وهم بدلا من أن يقابلوا هذه النعمة بالشكر...قابلوها بالجحود
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماهي قصة التــيـــــــه:؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة التيه التي حصلت لبني إسرائيل،
القصة في آيات سورة المائدة، وهي تفصل في ذكر تلك القصة.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم
إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكاً وآتاكم ما لم يؤت أحداً من العالمين يا قوم ادخلوا
الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين قالوا يا
موسى إن فيها قوماً جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا
داخلون قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه
فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبداً ما
داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون قال رب إني لا أملك إلا نفسي
وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون
في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين ).
تلك هي قصة التيه الذي حصل لبني إسرائيل والذي استمر أربعين سنة يتيهون في الأرض.
لقد جرب موسى عليه السلام قومه في مواطن كثيرة، وفي كل مرة ينعم الله عليهم من آلائه يتنكب أولئك القوم،
عجيب أمر يهود.
جربهم موسى عليه السلام عندما خرجوا من أرض مصر،
فلحقهم فرعون وجنوده، فأغرقه الله جل وعلا وأنقذهم من تسلطه وجبروته
فإذا هم يمرون على قوم يعكفون على أصنام لهم،
فيقولون: يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة ، وما يكاد يغيب عنهم في ميقاته
مع ربه لأربعين يوما، حتى يتخذ السامري من الذهب عجلا جسداً له خوار، ثم إذا هم عاكفون عليه
يقولون، إنه إله موسى الذي ذهب لميقاته.
وجربهم موسى عليه السلام، عندما فجر لهم من الصخر ينابيع في جوف الصحراء،وأنزل عليهم المن والسلوى طعاما سائغاً، فإذا هم يشتهون ما اعتادوا من أطعمة مصر أرض الذل بالنسبة لهم، فيطلبون بقلها وقثاءها
وفومها وعدسها وبصلها.
وجربهم في قصة البقرة التي أمروا بذبحها
فتلكأوا وتسكعوا في الطاعة والتنفيذ فذبحوها وما كادوا يفعلون.
وجربهم عندما عاد من ميقات ربه، ومعه الألواح وفيها ميثاق الله عليهم وعهده،
فأبوا أن يعطوا الميثاق وأن يمضوا العهد مع ربهم، ولم يعطوا الميثاق حتى وجدوا الجبل منتوقاً فوق رؤوسهم وظنوا أنه واقع بهم ،
لقد جربهم موسى عليه السلام في مواطن كثيرة، لكن هذا شأن يهود.
ثم ها هو معهم في هذه القصة، قصة التيه،
وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم وذلك بنجاتهم من فرعون وقومه
فخرجوا قاصدين أوطانهم ومساكنهم التي جعلها الله لهم وهي بيت المقدس،
وقاربوا وصول بيت المقدس فحصل لهم التيه في الصحراء أربعين سنة.
وسببه أن الله فرض عليهم جهاد عدوهم، ليخرجوه من ديارهم التي جعلها الله لهم،
فوعظهم موسى عليه السلام، وذكرهم ليثبتوا على الجهاد، يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم
ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين لكن اليهود هم اليهود،
صفاتهم هي هي، الجبن التنصل، النكوص على الأعقاب، نقض الميثاق
قالوا يا موسى إن فيها قوماً جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون .
وهنا تبدوا جبلة يهود على حقيقتها، الخوف والجبن وضعف الرجولة،
وهذا لا يناقض ما هم عليه في هذا الزمان من القوة والتسلط
والسبب في ذلك، أن الذين أمامهم أجبن منهم وأخوف منهم، وأقل رجولة منهم
وإلاّ لو واجهوا أشداء وواجهوا رجالاً، لا نكشفت حقيقتهم،
أما والساحة خالية فإن القط يستأسد، لكن على من؟ على من هو أقل من القط.
وبعد ما كان هذا هو جوابهم لموسى عليه السلام، تكلم رجلان، هذان الرجلان هما
اللذان تكلما وسط أولئك القوم ناصحين مرشدين مخوفين بالله مشجعين لقومهم،
ومحركين لهم على قتال عدوهم وجهاده،
وقد ذكر الله وصفاً لهذين الرجلين، يعد من أهم الصفات المطلوبة في الرجل الناصح المرشد
، وصفهم جل وتعالى بأنهما من الذين يخافون الله وهنا تبرز قيمة الإيمان بالله، والخوف منه
قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما
ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين .
فهذان الرجلان من الذين يخافون الله، وخوفهم من الله يُنشئ لهم استهانة بالجبارين
حكم الله عليهم بالتيه 40 سنة في الصحراء...هل تعلموا لماذا 40 سنة بالتحديد؟؟؟
حتى يتغير الجيل إلى جيل آخر قوى مؤمن بالله مخلص في إيمانه محب للقتال في سبيله.
وفعلا فتحها موسى بعد 40 سنة مع هذا الجيل الجديد المؤمن.



تتناول هذه الآيات الآتي:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - كل من آمن بالإسلام وبكل ما نادى به سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لا خوف عليه بعد انتقاله من الدنيا ووقوفه بين يدي الله يوم القيامة حيث أن الجنة هي جزاءه

حتى لو كان يهوديا أدرك الإسلام واليهودي هو التائب لغويا وسمي اليهود بذلك لأنهم قالوا " إنا هدنا إليك"

وأيضا من أدرك الإسلام من النصارى وهم من آمنوا برسالة عيسى عليه السلام ومفردهم نصران وقد تمت تسميتهم بالنصارى نسبة إلى قرية الناصرة التي ولد بها سيدنا عيسى

أما الصابئون فهم بين المجوس واليهود والنصارى لا دين لهم وهم طائفة مختلفة قيل أنهم يقولوا لا إله إلا الله ولكن لا دين لهم ويقال أنهم يعبدون الملائكة
وهنا تعريف أكبر بالصابئون:-
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من هم الصابئون المذكورون في سورة البقرة ؟
وهل هو دين سماوي، ومن هو النبي الذي أرسل إليهم ؟
هل هم موجودون في الوقت الحاضر ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد جاء في تفسير القرطبي عند تفسير الآية المشار إليها في السؤال ما نصه:
اختلف السلف في الصابئين، فقال قوم:
هم من أهل الكتاب، ولا بأس بذبائحهم ومناكحة نسائهم.
وقال آخرون: هم قوم يشبه دينهم دين النصارى؛ إلا أن قبلتهم نحو مهب الجنوب يزعمون أنهم على دين نوح عليه السلام
وقال آخرون: هم قوم تركب دينهم من اليهودية والمجوسية لا تؤكل ذبائحهم ولا تنكح نساؤهم.
وقيل: هم قوم يعبدون الملائكة، ويصلون إلى القبلة، ويقرأون الزبور، ويصلون الخمس،
ثم قال: والذي تحصل من مذهبهم أنهم موحدون معتقدون تأثير النجوم...... ولهذا أفتى أهل العلم بكفرهم
وفي الموسوعة الميسرة: أن طائفة الصابئة الوحيدة الباقية إلى اليوم، والتي تعتبر يحيى نبياً لها هي طائفة المندائية، ويقدسون الكواكب والنجوم.ومن معالم دينهم الاتجاه نحو القطب الشمالي، وكذلك التعميد في المياه الجارية.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن الصابئة نوعان: صابئة حنفاء، وصابئة مشركون،
فالحنفاء بمنزلة من كان متبعاً لشريعة التوراة والانجيل قبل النسخ والتحريف والتبديل،
وهؤلاء حمدهم الله تعالى وأثنى عليهم.
وأما الصابئة المشركون: فهم قوم يعبدون الملائكة، ويقرأون الزبور، ويصلون، فهم يعبدون الروحانيات العلوية.
وبهذا يتحصل عندنا أن الصابئة عدة مذاهب وفرق فمنهم من يعتبرون أنفسهم أتباعاً لنوح عليه السلام،
ومنهم من يزعم أنه يتبع يحيى بن زكريا،
ومنهم من لفق له مذهبا من بين اليهودية والنصرانية،
ومنهم من لفق له مذهبا من بين اليهودية والمجوسية.
وأما عن أماكن وجودهم اليوم، فإنهم موجودون في العراق وإيران،
وفي الموسوعة الميسرة: أنهم ينتشرون على الضفاف السفلى من نهري دجلة والفرات، ويسكنون في منطقة الأهوار، وشط العرب، ويكثرون في مدن العمارة، والناصرية والبصرة، وقلعة صالح، والحلفاية، والزكية، وسوق الشيوخ، والقرنة....وفي إيران يسكنون على ضفاف نهر الكارون، والرز.... وفي مدن إيران الساحلية.
والله أعلم. عن مركز الفتوى / الشبكة الاسلامية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المستخلص من الآيات السابقة:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - لا دين عند الله سوى الإسلام وليس لنا دين غيره ومن آمن برسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومات على ذلك له جزاء المسلمين الصالحين عند الله حتى لو كان يهوديا أو نصرانيا أو صابئا

2 - اليهود دائما ومنذ البداية صفاتهم خبيثة وليس لهم عهد ولا وعد ولا مبدأ وفي هذا الجزء توضيح بأن الله أنزل عليهم الألواح فيها الأوامر والنواهي لكنهم لم يعملوا بها ورفضوا الامتثال بما يقوله سيدنا موسى عليه السلام لذلك صعقهم الله في البدايه ثم أحياهم وأعاد عليهم موسى أمر الإيمان لكنهم قالوا لا حتى يكلمنا الله كما كلمك فأمر الله الملائكه بنقل إحدى الجبال- حيث أن كلمة الطور في اللغة السريانية معناها جبل -عليهم ليكون كالظلة وجعل البحر محيط بهم من جهة والنار من جهة فامتثلوا للأوامر وأنزل الله خشيته والإيمان به في قلوبهم

اليهود قوم لؤم وفساد وكذب وخيانه ونفاق مهما تاب عليهم الله وأعطاهم من النعم يكفروا بها ويعصوه ولذلك قاموا بالصيد يوم السبت رغم منعهم عن ذلك وهم أهل منطقة تسمى أيلة فهلكوا بعد ثلاثة أيام
إذن نرى أن كل ما يقدمه الله لنا من قصص عن السابقين فيها عظه وعبره كي نتعلم ونعتبر ولا نعصيه ولا نتبع الشيطان فياتينا عذاب الله

3 - اليهود يبحثوا عن المتاعب والله لا يحب تعقيد الإنسان لأمور حياته فالأمر الذي قيل لهم عن ذبح بقرة حتى يهتدوا إلى قاتل أحدهم كان أمرا بسيطا أن يذبحوا أي بقرة لكنهم اختاروا المشقة لأنفسهم فشق الله عليهم وأتعبهم حتى وجدوا البقرة بصفات صعب الحصول عليها بسهوله

لذلك لا تعقدوا أمور دينكم فالدين يسر وليس عسر ولا هو بالقيد حول رقابنا لخنقنا بأمور يبتدعها البعض ليست من الإسلام فانتبهوا لأن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يــتــبــــع مـــا قــبــلــــه ومـــابـــعـــــده بــــإذن الــلــه

2 comments:

  1. ما شاء الله سلمت يداكى
    وجزاكى الله خيرا
    فكرتينى بحاجات كنت مداومه عليها ونسيتها مع مشاغل الحياه
    وذكرتينى بمتعة قرأة التفسير إللى إتحرمت منه بقالى فتره
    ماشاء الله يا بختك بإللى إنتى بتعمليه ده
    ربنا يجعله فى ميزان حسناتك
    ويثبتك ..ويرزقك الإخلاص
    بحبك فى الله

    ReplyDelete
  2. الله يسلمك يا إيمان

    والله لا تتصوري أنا قد إيه بستمتع وانا بجمع المعلومات دي وبفكر واكتب عن رؤيتي للآيات من وجهة نظر مسلمة تحاول تذوق معاني كلمات الله

    ادعيلي ربنا يقدرني على الإستمرار ويديني القوة والطاقة

    والمهم قوي بقى يتقبل مني ويجزيني بيه حسنات كتير وينور بيه قبري اللهم آمين

    نورتيني وشرفتيني بمرورك العطر

    أحبك في الله يا إيمان

    ReplyDelete