رمـــــانـــه
ــــــــــــــــــــــــ
في احد الايام كان هناك حارس بستان
دخل عليه صاحب البستان
وطلب منه ان يحضر له رمانة حلوة الطعم
فذهب الحارس واحضر حبة رمان وقدمها لسيد البستان
وحين تذوقها الرجل وجدها حامضة
فقال صاحب البستان:....قلت لك اريد حبة حلوة الطعم...احضر لي رمانة اخرى
فذهب الحارس مرتين متتاليتين وفي كل مرة يكون طعم الرمان الذي يحضره حامضا...
فقال صاحب البستان للحارس مستعجبا: ان لك سنة كاملة تحرس هذا البستان....الا تعلم مكان الرمان الحلو ....؟؟؟
فقال حارس البستان: انك يا سيدي طلبت مني ان احرس البستان...لا ان اتذوق الرمان...
كيف لي ان اعرف مكان الرمان الحلو..؟؟؟.
فتعجب صاحب البستان من امانة هذا الرجل...واخلاقه...فعرض عليه ان يزوجه ابنته
وتزوج هذا الرجل من تلك الزوجة الصالحة.....وكان ثمرة هذا الزواج هو:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبد الله ابن المبارك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال محمد بن المثنى: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ما رأت عيناي مثل أربعة:
ما رأيت أحفظ للحديث من الثوري،
ولا أشد تقشفًا من شعبة،
ولا أعقل من مالك،
ولا أنصح للأمة من ابن المبارك.
وقد اجتمع جماعة من أصحاب ابن المبارك فقالوا: عدوا خصال ابن المبارك فقالوا:
جمع العلم والفقه والأدب والنحو واللغة والزهد والشجاعة والشعر والفصاحة وقيام الليل والعبادة والحج والغزو والفروسية وترك الكلام فيما لا يعنيه والإنصاف وقلة الخلاف على أصحابه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تــفـــــاحـــة
ــــــــــــــــــ
بينما كان رجلا يسير بجانب بستان وجد تفاحة ملقاة على الارض....فتناول التفاحة...واكلها
ثم حدثته نفسه بأنه اتى على شيء ليس من حقه.....فأخذ يلوم نفسه....وقرر ان يرى صاحب هذا البستان فأما ان يسامحه في هذه التفاحة او ان يدفع له ثمنها....
وذهب الرجل لصاحب البسان وحدثه بالامر....فأندهش صاحب البستان....لامانة الرجل..وقال له : لن اسامحك في هذه التفاحة الا بشرط...ان تتزوج ابنتي...واعلم انها خرساء عمياء صماء مشلولة...اما ان تتزوجها واما لن اسامحك في هذه التفاحة
فوجد الرجل نفسه مضطرا ....يوازي بين عذاب الدنيا وعذاب الاخرة....فوجد نفسه يوافق على هذه الصفقة
وحين حانت اللحظة التقى الرجل بتلك العروس...واذ بها اية في الجمال والعلم والتقى...فأستغرب كثيرا ..
.لماذا وصفها ابوها بأنها صماء مشلوله خرساء عمياء..؟؟؟
فقال ابوها: انها عمياء عن رؤية الحرام خرساء صماء عن قول وسماع ما يغضب الله..وقدماها مشلولة عن السير في طريق الحرام....وتزوج هذا الرجل بتلك المرأة.....وكان ثمرة هذا الزواج:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإمام أبى حنيفة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حــلـيــب
ــــــــــــــــــ
في وسط الليل........اخلطي الماء في الحليب
ثم تخرج القصة المعروفة:
يا أماه اذا كان عمر لا يرانا....فإن رب عمر يرانا ...
.وسمع امير المؤمنين عمر كلام هذا الابنة التقية....وهو يتجول ليلا بين بيوت المسلمين وزوجها إبنه عاصم.....
فأنجبا أم عاصم....
إنها أم الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لما تلقى عمر بن عبد العزيز خبر توليته (للخلافة)، انصدع قلبه من البكاء، وهو في الصف الأول،
فأقامه العلماء على المنبر وهو يرتجف، ويرتعد، وأوقفوه أمام الناس، فأتى ليتحدث فما استطاع أن يتكلم من البكاء،
قال لهم: بيعتكم بأعناقكم، لا أريد خلافتكم، فبكى الناس وقالوا: لا نريد إلا أنت،
فاندفع يتحدث، فذكر الموت، وذكر لقاء الله، وذكر مصارع الغابرين، حتى بكى من بالمسجد.
يقول رجاء بن حيوة: والله لقد كنت أنظر إلى جدران مسجد بني أمية ونحن نبكي، هل تبكي معنا !!
ثم نزل، فقربوا له المَراكب والموكب كما كان يفعل بسلفه، قال: لا، إنما أنا رجل من المسلمين، غير أني أكثر المسلمين حِملاً وعبئاً ومسئولية أمام الله، قربوا لي بغلتي فحسب، فركب بغلته، وانطلق إلى البيت، فنزل من قصره، وتصدق بأثاثه ومتاعه على فقراء المسلمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نزل عمر بن عبد العزيز في غرفة في دمشق أمام الناس؛ ليكون قريبًا من المساكين والفقراء والأرامل،
ثم استدعى زوجته فاطمة، بنت الخلفاء، أخت الخلفاء، زوجة الخليفة
سيدة مسلمة - تربت في مدارس الاسلام - ونهلت من مناهل القرآن - سيدة كان ابوها خليفة - وكان زوجها خليفة - وكان اخواتها الاربع خلفاء -فماذا صنعت ( فاطمة بنت عبد الملك بن مروان )
كان عبد الملك بن مروان ( خليفة للمسلمين ) لا اقول يحكم مصر وحدها -ولا الشام وحدها - كان يحكم ( مصر والحجاز ونجدا وليبيا والسودان والشام كلها والعراق كلها وبلاد ما وراء النهر - وبلاد السند ) !
وصارت بعد ذلك ( زوجة الخليفة عمر بن عبد العزيز ) واخواتها الاربع خلفاء
الوليد بن عبد الملك - سليمان بن عبد الملك -- اليزيد بن عبد الملك -هشام بن عبد الملك -
وعندما تولي ( عمر بن عبد العزيز الخلافة )- بعد وفاة أبيها وأخويها الوليد وسليمان تباعا- قال لها:
(اختارى يا فاطمة)
إني قد وليت أمر أمة محمد عليه الصلاة والسلام (الخارطة التي كان يحكمها عمر، تمتد من السند شرقًا إلى الرباط
غربًا، ومن تركستان شمالاً، إلى جنوب أفريقيا جنوبًا)
وقال: إن كنت تريدين الله والدار الآخرة، فسلّمي حُليّك وذهبك إلى بيت المال،وإن كنت تريدين الدنيا، فتعالي أمتعك متاعاً
حسنًا، واذهبي إلى بيت أبيك،
قالت بلسان اليقين - ومنطق الحق المبين هذا ذهبي وتلك ثياب زفافي- ثياب زفافها المرصعة بالماس والزمرد -
وبالفعل يذهب المال كله الي بيت مال المسلمين،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ونام القيلولة في اليوم الأول، فأتاه ابنه الصالح عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز
فقال: يا أبتاه، تنام وقد وليت أمر أمة محمد، فيهم الفقير والجائع والمسكين والأرملة،
كلهم يسألونك يوم القيامة، فبكى عمر واستيقظ. وتوفي ابنه هذا قبل أن يكمل العشرين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عاش عمر – رضي الله عنه – عيشة الفقراء،
كان يأتدم خبز الشعير في الزيت،
وربما أفطر في الصباح بحفنة من الزبيب،
ويقول لأطفاله: هذا خير من نار جهنم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أتى إلى بيت المال يزوره،
فشم رائحة طيب، فسدّ أنفه،
قالوا: مالك؟ قال: أخشى أن يسألني الله – عز وجل – يوم القيامة لم شممت طيب المسلمين في بيت المال.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دخل عليه أضياف في الليل، فانطفأ السراج في غرفته، فقام يصلحه،
فقالوا: يا أمير المؤمنين: اجلس قال: لا،
فأصلح السراج، وعاد مكانه،
وقال: قمت وأنا عمر بن عبد العزيز، وجلست وأنا عمر بن عبد العزيز.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قالوا لامرأته فاطمة بعد أن توفي: نسألك بالله، أن تصِفي عمر؟
قالت: والله ما كان ينام الليل،
والله لقد اقتربت منه ليلة فوجدته يبكي وينتفض، كما ينتفض العصفور بلَّله القطْر،
قلت: مالك يا أمير المؤمنين؟ قال: مالي !!
توليت أمر أمة محمد، وفيهم الضعيف المجهد، والفقير المنكوب، والمسكين الجائع، والأرملة، ثم لا أبكي؟؟؟
، سوف يسألني الله يوم القيامة عنهم جميعاً، فكيف أُجيب؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ربـــاه إني قـــد عـــرفتك خـفقـــة فـي أضلعي
ونــطقت باسمك ياله لحـــنا يــــرن بمسمعي
أنا مــن يــذوب تحـــرقا بالشوق دون توجعِ
فاضت كؤوسي بالأسى حتى سئمت تجرعي
إن لم تكن لي في أسايَ فمن يكون إذن معي؟!!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ