Tuesday 24 February 2009

ومــا أوتــيــتــم مــن الــعــلـــم إلا قــلــيــلا


قام المخترع التركي

soner ozene

باختـــراع سجادة مصنــوعة من الخيـوط المضيئة

والتي أذهــلت العالم في أحد المعــارض العالمــية

حيث أنها تعـــمل حسب إتجاه القـــبلة

أي أن إضائتها تزيـــد كل ما كـــان الإتجــاه صحيحاً إلى
مــكة المـــكرمة

Friday 20 February 2009

هدية مني إلى كل المسلمين


سبحة الكترونية رائعة......
الشـــرح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اختار الكلمة المراد التسبيح بها من بين الكلمات الموجودة في المربع


فمثلا قمت بأختيار كلمة ( سبحان الله ) بالضغط عليها بالماوس


وعند الضغط عليها توجد في أطراف الصفحة دوائر السبحه


وكلما ضغطتوا على الكلمة اضاءت دائرة الي ان يكتمل اضاءة كل دوائر التسبيح بمجرد الضغط عليها


وقد قمت بتحميل البرنامج وهو أكثر من رائع


استغل الفرصة في وقت جلوسك على الكمبيوتر في شيء ينفع ولو دقائق معدودة


اضغط على هذا الرابط أدناه

أنشروها لعلّكم تكسبوا أجر كل من سبح بها إن شاء الله

Wednesday 18 February 2009

الجزء الثالث من الإبحار في معاني سورة البقرة وروعتها


وَبَشِّرْ" أَخْبِرْ "الَّذِينَ آمَنُوا" صَدَّقُوا بِاَللَّهِ "وَعَمِلُوا الصَّالِحَات" مِنْ الْفُرُوض وَالنَّوَافِل
"أَنَّ" أَيْ بِأَنَّ "لَهُمْ جَنَّات" حَدَائِق ذَات أَشْجَار وَمَسَاكِن "تَجْرِي مِنْ تَحْتهَا" أَيْ تَحْت أَشْجَارهَا وَقُصُورهَا "الْأَنْهَار"
أَيْ الْمِيَاه فِيهَا وَالنَّهْر الْمَوْضِع الَّذِي يَجْرِي فِيهِ الْمَاء لِأَنَّ الْمَاء يَنْهَرهُ أَيْ يَحْفِرهُ وَإِسْنَاد الْجَرْي إلَيْهِ مَجَاز
"كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا" أُطْعِمُوا مِنْ تِلْكَ الْجَنَّات . "مِنْ ثَمَرَة رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي" أَيْ مِثْل مَا "رُزِقْنَا مِنْ قَبْل"
أَيْ قَبْله فِي الْجَنَّة لِتَشَابُهِ ثِمَارهَا بِقَرِينَةِ
"وَأُتُوا بِهِ" أَيْ جِيئُوا بِالرِّزْقِ "مُتَشَابِهًا" يُشْبِه بَعْضه بَعْضًا لَوْنًا وَيَخْتَلِف طَعْمًا "
وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاج" مِنْ الْحُور وَغَيْرهَا "مُطَهَّرَة" مِنْ الْحَيْض وَكُلّ قَذَر
"وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" مَاكِثُونَ أَبَدًا لَا يَفْنَوْنَ وَلَا يَخْرُجُونَ .
وَنَزَلَ رَدًّا لِقَوْلِ الْيَهُود لَمَّا ضَرَبَ اللَّه الْمَثَل بِالذُّبَابِ فِي قَوْله : ( وَإِنْ يَسْلُبهُمْ الذُّبَاب شَيْئًا وَالْعَنْكَبُوت
فِي قَوْله : ( كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوت - مَا أَرَادَ اللَّه بِذِكْرِ هَذِهِ الْأَشْيَاءالْخَسِيسَة ؟
فَأَنْزَلَ اللَّه إنَّ اللَّه لَا يَسْتَحْيِ أَنْ يَضْرِب" يَجْعَل "مَثَلًا" ما لِتَأْكِيدِ الْخِسَّة في شأن "بَعُوضَة" مُفْرَد الْبَعُوض وَهُوَ صِغَار الْبَقّ "فَمَا فَوْقهَا" أَيْ أَكْبَر
أَيْ لَا يَتْرُك بَيَانه لِمَا فِيهِ مِنْ الْحُكْم
"فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ" أَيْ الْمَثَل "الْحَقّ" الثَّابِت الْوَاقِع مَوْقِعه "مِنْ رَبّهمْ
وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّه بِهَذَا مَثَلًا" أَيْ : أَيّ فَائِدَة فِيهِ
قَالَ تَعَالَى فِي جَوَابهمْ "يُضِلّ بِهِ" أَيْ بِهَذَا الْمَثَل "كَثِيرًا" عَنْ الْحَقّ لِكُفْرِهِمْ بِهِ
"وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا" مِنْ الْمُؤْمِنِينَ لِتَصْدِيقِهِمْ بِهِ "
وَمَا يُضِلّ بِهِ إلَّا الْفَاسِقِينَ" الْخَارِجِينَ عَنْ طَاعَته

الَّذِينَ""يَنْقُضُونَ عَهْد اللَّه" مَا عَهِدَهُ إلَيْهِمْ فِي الْكُتُب مِنْ الْإِيمَان بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
"مِنْ بَعْد مِيثَاقه" تَوْكِيده عَلَيْهِمْ
وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّه بِهِ أَنْ يُوصَل" مِنْ الْإِيمَان بِالنَّبِيِّ وَالرَّحِم وَغَيْر ذَلِكَ"
وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْض" بِالْمَعَاصِي وَالتَّعْوِيق عَنْ الْإِيمَان "
أُولَئِكَ" الْمَوْصُوفُونَ بِمَا ذُكِرَ "هُمْ الْخَاسِرُونَ" لِمَصِيرِهِمْ إلَى النَّار الْمُؤَبَّدَة عَلَيْهِمْ

"كَيْفَ تَكْفُرُونَ" يَا أَهْل مَكَّة "بِاَللَّهِ"
وَقَدْ "كُنْتُمْ أَمْوَاتًا" نُطَفًا فِي الْأَصْلَاب "فَأَحْيَاكُمْ" فِي الْأَرْحَام وَالدُّنْيَا بِنَفْخِ الرُّوح فِيكُمْ
وَالِاسْتِفْهَام لِلتَّعْجِيبِ مِنْ كُفْرهمْ مَعَ قِيَام الْبُرْهَان أَوْ لِلتَّوْبِيخِ
"ثُمَّ يُمِيتكُمْ" عِنْد انْتِهَاء آجَالكُمْ "ثُمَّ يُحْيِيكُمْ" بِالْبَعْثِ
"ثُمَّ إلَيْهِ تُرْجَعُونَ" تُرَدُّونَ بَعْد الْبَعْث فَيُجَازِيكُمْ بِأَعْمَالِكُمْ
وقد َقَال ذلكَ دَلِيلًا عَلَى الْبَعْث لِمَا أَنْكَرُوهُ

هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْض" أَيْ الْأَرْض وَمَا فِيهَا "جَمِيعًا" لِتَنْتَفِعُوا بِهِ وَتَعْتَبِرُوا
"ثُمَّ اسْتَوَى" بَعْد خَلْق الْأَرْض أَيْ قَصَدَ "إلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ"أَيْ صَيَّرَهَا
كَمَا فِي آيَة أُخْرَى ( فَقَضَاهُنَّ "سَبْع سَمَاوَات وَهُوَ بِكُلِّ شَيْء عَلِيم" مُجْمَلًا وَمُفَصَّلًا
أَفَلَا تَعْتَبِرُونَ أَنَّ الْقَادِر عَلَى خَلْق ذَلِك ابْتِدَاء وَهُوَ أَعْظَم مِنْكُمْ قَادِر عَلَى إعَادَتكُمْ

من هذه الآيات نرى:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


1 - وصف الله لجنته التي وعد بها المتقون العاملين على مرضاته

2 -وأيضا ذكر الخسارة وهي الخزي في الحياة الدنيا والخلود في نار جهنم نتيجة الفساد في الأرض ونقض عهودهم مع الله على أن يؤمنوا بمحمد ورسالته ومحاربتهم للإسلام وهذا مايفعله اليهود حتى الآن وهم الخاسرون فقد وعدهم الله بالخسارة وإنا لمنتظرون ذلك اليوم الذي ينطق فيه كل شجر وحجر ويقول ورائي يهودي فيذلهم الله بالدنيا ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر ليلقوا حسابهم العسير في نار جهنم مع أمثالهم السابقين والتابعين

3 -يدعونا الله من خلال هذه الآيات إلى التفكر في خلقه من خلق الإنسان والأرض والسموات السبع

فالتأمل عبادة وثقل للروح في متابعة نعم الله علينا واعترافنا بقدرته وربوبيته

تفكروا دائما في خلق الله ونعمه وسبحوه دائما اجعلوا ألسنتكم رطبة بذكره وخاصة أوقات السحر ومن قبل المغرب وبعد الفجر

ولا تنسوا أبدا أنه بذكر الله تطمئن القلوب فأكثروا من التسبيح والتكبير والحوقلة ( قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) وبالإستغفار دائما وقولوا لا إله إلا الله كثيرا

لاتنسوا أن " سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم " تمحي الذنوب ولو كانت مثل زبد البحر وقولوا ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)

احمدوا الله كثيرا على كل شيء حتى لو كان كربا أو مرضا فإن فيه تخفيف لذنوبكم وتذكروا" مامن من شوكة يشاكها المسلم إلا حط الله بها عنه خطيئة ورفع له بها درجة"

التزموا بقول اللهم لك الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك

اجعلوا وردا من كل تسبيح ذكرته هنا أو تعرفوه أنتم مثلا كل تسبيح عشر مرات كبدايه ويزيد بعد ذلك بإذن الله

حاربوا نفوسكم الأمارة بالسوء واخسئوا قرنائكم رهط الشيطان عدو الله وعدوكم بذكر الله والصلاة والصيام وقراءة القرءان ولو النذر اليسير القليل منه يوميا فهي أسلحتكم ضدهم


وَاذْكُرْ يَا مُحَمَّد إذْ " قَالَ رَبّك لِلْمَلَائِكَةِ إنِّي جَاعِل فِي الْأَرْض خَلِيفَة" يَخْلُفنِي فِي تَنْفِيذ أَحْكَامِي فِيهَا
"قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِد فِيهَا" بِالْمَعَاصِي "وَيَسْفِك الدِّمَاء"يُرِيقهَا بِالْقَتْلِ كَمَا فَعَلَ بَنُو الْجَانّ
وَكَانُوا فِيهَا فَلَمَّا أَفْسَدُوا أَرْسَلَ اللَّه عَلَيْهِمْ الْمَلَائِكَة فَطَرَدُوهُمْ إلَى الْجَزَائِر وَالْجِبَال
"وَنَحْنُ نُسَبِّح" مُتَلَبِّسِينَ "بِحَمْدِك" أَيْ نَقُول سُبْحَان اللَّه
وَنُقَدِّس لَك" نُنَزِّهك عَمَّا لَا يَلِيق بِك أَيْ فَنَحْنُ أَحَقّ بِالِاسْتِخْلَافِ
قَالَ تَعَالَى "إنِّي أَعْلَم مَا لَا تَعْلَمُونَ" مِنْ الْمَصْلَحَة فِي اسْتِخْلَاف آدَم وَأَنَّ ذُرِّيَّته فِيهِمْ الْمُطِيع وَالْعَاصِي فَيَظْهَر الْعَدْل بَيْنهمْ فَقَالُوا لَنْ يَخْلُق رَبّنَا خَلْقًا أَكْرَم عَلَيْهِ مِنَّا وَلَا أَعْلَم لِسَبْقِنَا لَهُ وَرُؤْيَتنَا مَا لَمْ يَرَهُ
فَخَلَقَ اللَّه تَعَالَى آدَم مِنْ أَدِيم الْأَرْض أَيْ وَجْههَا بِأَنْ قَبَضَ مِنْهَا قَبْضَة مِنْ جَمِيع أَلْوَانهَا وَعُجِنَتْ بِالْمِيَاهِ
وَسَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ الرُّوح فَصَارَ حَيَوَانًا حَسَّاسًا بَعْد أَنْ كَانَ جَمَادً

وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ" أَيْ أَسَمَاء الْمُسَمَّيَات "كُلّهَا" بِأَنْ أَلْقَى فِي قَلْبه
"ثُمَّ عَرَضَهُمْ" أَيْ الْمُسَمَّيَات وَفِيهِ تَغْلِيب الْعُقَلَاء "عَلَى الْمَلَائِكَة
فَقَالَ " لَهُمْ تَبْكِيتًا "أَنْبِئُونِي" أَخْبِرُونِي "بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ" الْمُسَمَّيَات
"إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" فِي أَنِّي لَا أَخْلُق أَعْلَم مِنْكُمْ أَوْ أَنَّكُمْ أَحَقّ
قَالُوا سُبْحَانك" تَنْزِيهًا لَك عَنْ الِاعْتِرَاض عَلَيْك "لَا عِلْم لَنَا إلَّا مَا عَلَّمْتنَا" إيَّاهُ
"إنَّك أَنْت""الْعَلِيم الْحَكِيم" الَّذِي لَا يَخْرُج شَيْء عَنْ عِلْمه وَحِكْمَته
" قَالَ " تَعَالَى "يَا آدَم أَنْبِئْهُمْ" أَيْ الْمَلَائِكَة "بِأَسْمَائِهِمْ"
فَسَمَّى كُلّ شَيْء بِاسْمِهِ وَذَكَرَ حِكْمَته الَّتِي خُلِقَ لَهَا
فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ " تَعَالَى لَهُمْ مُوَبِّخًا "أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إنِّي أَعْلَم غَيْب السَّمَاوَات وَالْأَرْض" مَا غَابَ فِيهِمَا
"وَأَعْلَم مَا تُبْدُونَ" مَا تُظْهِرُونَ مِنْ قَوْلكُمْ أَتَجْعَلُ فِيهَا
"وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ" تُسِرُّونَ مِنْ قَوْلكُمْ لَنْ يَخْلُق أَكْرَم عَلَيْهِ مِنَّا وَلَا أَعْلَم

وَ " اُذْكُرْ " إذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اُسْجُدُوا لِآدَم " سُجُود تَحِيَّة بِالِانْحِنَاءِ
فَسَجَدُوا إلَّا إبْلِيس" هُوَ أَبُو الْجِنّ كَانَ بَيْن الْمَلَائِكَة
أَبَى" امْتَنَعَ مِنْ السُّجُود "وَاسْتَكْبَرَ" تَكَبَّرَ عَنْهُ وَقَالَ : أَنَا خَيْر مِنْهُ "وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ" فِي عِلْم اللَّه

وَقُلْنَا يَا آدَم اُسْكُنْ أَنْت" تَأْكِيد لِلضَّمِيرِ الْمُسْتَتِر لِيَعْطِف عَلَيْهِ وَزَوْجك" حَوَّاء - وَكَانَ خَلَقَهَا مِنْ ضِلْعه الْأَيْسَر - الْجَنَّة
وَكُلَا مِنْهَا" أَكْلًا "رَغَدًا" وَاسِعًا لَا حَجْر فِيهِ "حَيْثُ شِئْتُمَا
وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَة" بِالْأَكْلِ مِنْهَا وَهِيَ الْحِنْطَة أَوْ الْكَرْم أَوْ غَيْرهمَا "فَتَكُونَا" فَتَصِيرَا "مِنْ الظَّالِمِينَ" الْعَاصِينَ

فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَان" إبْلِيس أَذْهَبهُمَا "عَنْهَا" أَيْ الْجَنَّة
بِأَنْ قَالَ لَهُمَا : هَلْ أَدُلّكُمَا عَلَى شَجَرَة الْخُلْد وَقَاسَمَهُمَا بِاَللَّهِ إنَّهُ لَهُمَا لَمِنْ النَّاصِحِينَ
فَأَكَلَا مِنْهَا "فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ" مِنْ النَّعِيم
"وَقُلْنَا اهْبِطُوا" إلَى الْأَرْض أَيْ أَنْتُمَا بِمَا اشْتَمَلْتُمَا عَلَيْهِ مِنْ ذُرِّيَّتكُمَا
"بَعْضكُمْ" بَعْض الذُّرِّيَّة "لِبَعْضٍ عَدُوّ" مِنْ ظُلْم بَعْضكُمْ بَعْضًا
"وَلَكُمْ فِي الْأَرْض مُسْتَقَرّ" مَوْضِع قَرَار "وَمَتَاع" مَا تَتَمَتَّعُونَ بِهِ مِنْ نَبَاتهَا " إلَى حِين" وَقْت انْقِضَاء آجَالكُمْ

فَتَلَقَّى آدَم مِنْ رَبّه كَلِمَات" أَلْهَمَهُ إيَّاهَا
وَفِي قِرَاءَة بِنَصْبِ آدَم وَرَفْع كَلِمَات أَيْ جَاءَهُ
وَهِيَ رَبّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسنَا الْآيَة
فدعا بِهَا "فَتَابَ عَلَيْهِ" قَبِلَ تَوْبَته "إنَّهُ هُوَ التَّوَّاب" عَلَى عِبَاده "الرَّحِيم" بِهِمْ

إذن نخلص إلى :
ـــــــــــــــــــــــــــــ


1 - خلق الله الإنسان وكرمه وأعطاه نعمة العقل واستخلفه في الأرض يحيا بها حتى ينقضي أجله

2 - في الفتره من خلقه حتى موته عليه أن يعبد الله لا يشرك به شيئا ويعمل كل ما يؤهله ليكون من أهل جنته التي حرم الشيطان منها أباه وأمه وأذلهما وجعلهما يهبطان إلى الأرض

3 - ويجب أن ينتبه كل مسلم إلى أن عدوه الأكبر هو الشيطان وأيضا نفسه الأمارة بالسوء

فكل منا له قرين من الشياطين يحاول دائما أن يبعده عن طريق الحق

وكل قرناء بني آدم كفرة مشركين ويستمروا في الحياة حتى بعد موت الأشخاص الذين كانوا لهم قرناء

ولم يسلم من هؤلاء القرناء إلا قرين الرسول صلى الله عليه وسلم واسمه "نور" حيث أنه أسلم ويعيش حتى الآن في المدينة المنورة هو ورهطه

لذلك التزموا يوميا بقراءة سورة ق لأنها تخفف من تسلط قرين السوء عليكم والتزموا بالصلاة والصيام والتصدق وذكر الله



يتحدث الله هنا عن أمره لآدم وزوجه بالهبوط من الجنة ومعهم الشيطان الرجيم وأوضح أنه سوف يبعث لهم بالهدى وهو الكتاب والرسول على مر الأجيال فقد أرسل التوراة والإنجيل ومزامير داوود وصحف إبراهيم من قبلهم وأخيرا ختم بالرساله السماوية التي اشتملت على كل الأوامر والنواهي والأسس للحياة الإسلامية الكريمة الصحيحة

فمن آمن واتقى وامتثل للأوامر وانتهى عن النواهي فلا خوف على مصيره وسوف يكون من أهل الجنة ومن يكفر ويكذب بها ولا يتبعها فهو من أهل النار خالدا فيها

هذه قاعده ثابته علمناها ابتداءا من سورة الفاتحه ويؤكدها الله سبحانه وتعالى لنا دوما في كل سور كتابه الكريم

ويتحدث الله سبحانه وتعالى مبينا لبني إسرائيل على مر العصور المتعاقبة بأن رحمته بهم وبآبائهم منذ أيام سيدنا يعقوب كبيرة وعليهم أن يتبعوا هداه ويؤمنوا بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم حتى يضمنوا الجنه وأن يخافوه ويرهبوه ويتقوا عقابه لهم بالعذاب في الدنيا والآخرة

ويحذرهم وَيقول آمِنُوا بِمَا أَنْزَلْت" مِنْ الْقُرْآن "مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ" مِنْ التَّوْرَاة بِمُوَافَقَتِهِ لَهُ فِي التَّوْحِيد وَالنُّبُوَّة "وَلَا تَكُونُوا أَوَّل كَافِر بِهِ" مِنْ أَهْل الْكِتَاب لِأَنَّ خَلْفكُمْ تَبَع لَكُمْ فَإِثْمهمْ عَلَيْكُمْ "وَلَا تَشْتَرُوا" تَسْتَبْدِلُوا "بِآيَاتِي" الَّتِي فِي كِتَابكُمْ مِنْ نَعْت مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "ثَمَنًا قَلِيلًا" عَرَضًا يَسِيرًا مِنْ الدُّنْيَا أَيْ لَا تَكْتُمُوهَا خَوْف فَوَات مَا تَأْخُذُونَهُ مِنْ سَفَلَتكُمْ "وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ" خَافُونِ فِي ذَلِكَ دُون غَيْرِي

وَلَا تَلْبِسُوا" تَخْلِطُوا "الْحَقّ" الَّذِي أَنْزَلْت عَلَيْكُمْ "بِالْبَاطِلِ" الَّذِي تَفْتَرُونَهُ "وَ" لَا "تَكْتُمُوا الْحَقّ" نَعْت مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ" أَنَّهُ الْحَقّ

ثم يطلب منهم عبادات وهي:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"وَأَقِيمُوا الصَّلَاة وَآتُوا الزَّكَاة وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ" صَلُّوا مَعَ الْمُصَلِّينَ مُحَمَّد وَأَصْحَابه
وَنَزَلَ فِي عُلَمَائِهِمْ وكَانُوا يَقُولُونَ لِأَقْرِبَائِهِمْ الْمُسْلِمِينَ اُثْبُتُوا عَلَى دِين مُحَمَّد فَإِنَّهُ حَقّ

أَتَأْمُرُونَ النَّاس بِالْبِرِّ" بِالْإِيمَانِ . بِمُحَمَّدٍ "وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسكُمْ" تَتْرُكُونَهَا فَلَا تَأْمُرُونَهَا بِهِ
"وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَاب" التَّوْرَاة وَفِيهَا الْوَعِيد عَلَى مُخَالَفَة الْقَوْل الْعَمَل "أَفَلَا تَعْقِلُونَ" سُوء فِعْلكُمْ فَتَرْجِعُونَ



وطلب منهم الصوم والصلاة حيث قال:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وَاسْتَعِينُوا" اُطْلُبُوا الْمَعُونَة عَلَى أُمُوركُمْ "بِالصَّبْرِ" الْحَبْس لِلنَّفْسِ عَلَى مَا تَكْرَه
"وَالصَّلَاة" أَفْرَدَهَا بِالذِّكْرِ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهَا وَفِي الْحَدِيث ( كَانَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا حَزَبَهُ أَمْر بَادَرَ إلَى الصَّلَاة
وَقِيلَ الْخِطَاب لِلْيَهُودِ لَمَّا عَاقَهُمْ عَنْ الْإِيمَان الشَّرَه وَحُبّ الرِّيَاسَة فَأُمِرُوا بِالصَّبْرِ
وَهُوَ الصَّوْم لِأَنَّهُ يَكْسِر الشَّهْوَة
وَالصَّلَاة لِأَنَّهَا تُورِث الْخُشُوع وَتَنْفِي الْكِبْر
"وَإِنَّهَا" أَيْ الصَّلَاة "لَكَبِيرَة" ثَقِيلَة "إلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ" السَّاكِنِينَ إلَى الطَّاعَة
الَّذِينَ يَظُنُّونَ" يُوقِنُونَ "أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبّهمْ" بِالْبَعْثِ "وَأَنَّهُمْ إلَيْهِ رَاجِعُونَ" فِي الْآخِرَة فَيُجَازِيهِمْ

ويقول لهم الله سبحانه وتعالى:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يَا بَنِي إسْرَائِيل اُذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْت عَلَيْكُمْ" بِالشُّكْرِ عَلَيْهَا بِطَاعَتِي "وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ" أَيْ آبَاءَكُمْ "عَلَى الْعَالَمِينَ" عَالِمِي زَمَانهمْ

وَاتَّقُوا" خَافُوا "يَوْمًا" وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة "لَا تَجْزِي نَفْس عَنْ نَفْس شَيْئًا" "لَا تَجْزِي" فِيهِ "نَفْس عَنْ نَفْس شَيْئًا" "وَلَا يُقْبَل""مِنْهَا شَفَاعَة" أَيْ لَيْسَ لَهَا شَفَاعَة فَتُقْبَل "فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ" "عَدْل" فِدَاء "وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ" يُمْنَعُونَ مِنْ عَذَاب اللَّه

إذن نخلص أيضا إلى أن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - الأساس في العبادة هي تقوى الله واتباع أوامره التي أتانا بها في القرءان الكريم وعلمها لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم

2 - وأن نلتزم بالصلاة والصيام ونؤتي الزكاة

3 - وأن نتعلم من قصص السابقين وخاصة اليهود كيف عذبهم الله بعد نعمة وعزة

4 - ونتعلم أن الشيطان نزل إلى الأرض مع أبينا وأمنا آدم وحواء ليكون لنا عدوا فمن اتبعه كان من الخاسرين أصحاب النار فلابد أن نتجنب وسوساته ونلزم ذكر الله ونبتعد عن كل مايقربنا من غضب الله وناره من قول أو فعل او عمل




هنا ذكر لنعم الله على اليهود فقد أنقذهم من بطش فرعون حيث كان يعذبهم ويقتلهم ويذبح أبنائهم ويغتصب نسائهم وكانوا في كرب وابتلاء شديد وقد نجاهم الله وجعلهم يعبرون البحر
حيث شقه لهم كالطريق ثم أطبقه على فرعون وجنده وأغرقهم بعد مرور بني إسرائيل بسلام
وبعد ذلك أنزل على موسى التوراة لتكون رسالته إليهم ويعملوا بما فيها
ولذلك ذهب موسى إلى ميقات ربه مدة أربعين يوما هي ذو القعده كاملا وعشر من ذي الحجه
وعندما عاد وجدهم عبدوا العجل الذي صنعه لهم السامري وجعلوا العبادة في غير موضعها
ورغم ذلك أنعم الله عليهم بالغفران ومحا ذنبهم حتى يشكروه ويسبحوا بحمده ويعبدوه حق عبادته
وكانت التوراة لهم فرقانا بين الحق والباطل والحلال والحرام لعلهم يهتدوا من الضلال
وطلب منهم موسى التوبة عما فعلوه بعبادتهم للعجل
بأن يقتل البريء منهم المجرم ولكن الله أيضا رحمهم حتى لا يشعروا بالعذاب وهم يقتلوا شخصا في داخلهم رحمة عليه وأرسل عليهم سحابة سوداء فلم يرى بعضهم البعض وقتل منهم نحو سبعين ألفا وتاب عليهم قبل أن يتوبوا

وخرجوا مع موسى كي يتوبوا إلى الله عن فعلتهم
قالوا نريد أن نرى الله قبل أن نعتذر عما بدر منا ولن نؤمن به حتى نراه
فأخذتهم صاعقه مميته أماتتهم وهم ينظرون ماحل بهم منها
ورحمهم الله وبعثهم من جديد حتى يؤمنوا ويشكروا
ثم أظلهم بسحاب رقيق يقيهم حر الشمس
وأنزل عليهم المن وهو الترنجبين وأنزل عليهم السلوى وهو الطير السماني حتى يأكلوا من رزق الله
وأمرهم بأن لا يدخروا وينعموا بكل الرزق ولا يكفروا بالنعمه
ولكنهم عصوا الامر أيضا وادخروا فقطع الله عنهم لأنهم ظلموا أنفسهم بعصيانهم لأوامره
نرى هنا
ــــــــــــــــــــ
نعمة كبيرة أنعم الله بها على خلقه ألا وهي غفرانه لمعاصينا وتوبته علينا
فالله يقبل توبة عبده ويتقبلها منه ويفرح بهذه التوبة ويقول علم عبدي أن له إلها يغفر
والرائع أننا عندما نخطىء ونتوب ثم نعود إلى خطأنا مرة أخرى ثم نتوب يغفر لنا
فباب رحمته مفتوح دائما ولكن علينا ألا نعتمد على ذلك فنسرف في الخطأ عامدين متعمدين لأن الموت يأتي في أي لحظة وإذا بلغت الروح الحلقوم انتهى كل شىء ويموت كل على ما مات عليه فلا تجعلوا آخر لحظاتكم تكون على عصيان الله وارتكاب لمعصية
توبوا إلى الله دائما واجعلوا توبتكم توبة صحيحة ...كيف؟:
الاعتراف بالذنب
الندم على القيام به
التوبة إلى الله
الإصرار على عدم العودة لهذا الذنب مرة أخرى
مراقبة النفس حتى لا نخطىء ونرتكب الذنوب والكبائر صغيرها وكبيرها
لا نقول لقد تبنا وكفى بل لابد أن نقرن التوبة بالتقرب الى الله بكل ما أوتينا من قوة ونستزيد من عبادته
كان رسولنا العظيم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم يصلي صلاة القيام ويظل واقفا يدعو الله حتى تتشقق قدماه من طول الوقوف ويطلب من ربه أن يتوب عليه
فسألته زوجته السيدة عائشة رضي الله عنها تفعل ذلك وتشق على نفسك بالعبادة وقد غفر الله لك
فأجابها قائلا: أو لا أكون عبدا شكورا
أين نحن من رسول الله ومكانته عند الله
ورغم ذلك تلهينا الدنيا عن التزود بالتقوى لمشوارنا الطويل في الآخرة
توبوا إلى الله قبل أن ياتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة
فلا يعلم أي منا متى تأتي لحظة انتقاله من الدنيا وبداية حسابه


بعد خروجهم من " التيه " أمرهم الله بالدخول إلى بيت المقدس أو أريحا
وطلب منهم الدخول ساجدين منحنين طالبين من الله أن يحط عنهم خطاياهم أي يمحيها ويبدل سيئاتهم حسنات
وهذا سوف يفيدهم ويزيد المحسنين ثوابا عند ربهم
لكن اليهود قوم ضلال وفسق وعصيان إذ أنهم دخول زاحفين على على أستاهم (أي منطقة المقعدة) فسلط الله عليهم مرض الطاعون أهلك منهم في ساعة سبعين ألفا أو أقل قليلا
إذن بدل بنو اسرائيل القول..فبدلا من أن يقولوا حطة قالوا حنطة..وبدلوا طريقة الدخول..فبدلا من أن يدخلوا ساجدين,دخلوا على ظهورهم زاحفين..وكان هذا رغبة فى المخالفة..فأصابهم الله بعذاب من السماء بما كانوا يفسقون
..
إذن اليهود ليسوا من المتقين فهم لا ياتمروا بأوامر الله ولا ينتهوا عن نواهيه رغم نعمه الكثيرة عليهم
فعندما عطشوا وهم في التيه ودعا موسى ربه أن يسقيهم
أمره بضرب الحجر فانفجرت اثنتي عشرة عينا لكل سبط من الأسباط عينا يشرب منها ولا يشاركه فيها أحد
يالها من نعمه فالماء أساس الحياه ولكل سبط منهم عينا له ولقومه
لكنهم أيضا لم يرضوا ويقنعوا ويتوقفوا عن تمردهم فطلبوا أنواعا متعددة من الثمار وليس المن والسلوى فقط
فهم طامعين يريدون استبدال النعم ولا يقنعوا وينظروا لما في أيدي غيرهم
لذلك جُعِلَتْ "عَلَيْهِمْ الذِّلَّة" الذُّلّ وَالْهَوَان "وَالْمَسْكَنَة" أَيْ أَثَر الْفَقْر مِنْ السُّكُون وَالْخِزْي فَهِيَ لَازِمَة لَهُمْ وَإِنْ كَانُوا أَغْنِيَاء لُزُوم الدهر
وأنزل الله عليهم غضبه ولعنهم بأفعالهم وبقتلهم الأنبياء مثل زكريا ويحيي عدوانا وظلما بغير وجه حق
وبسبب عدوانهم وتجاوزهم الحد في ارتكاب المعاصي

إذن نستخلص من ذلك أن:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المؤمن التقي هو من يرضى بنعم الله عليه ويقنع برزقه
وله أن يحاول ويعمل ويكد لكن لا يشطط في رغباته وطلباته ولا يكون ذلك على حساب الآخرين

أيضا جرم الله القتل وحرمه فكل نفس ملك لله ولا يحق لأي إنسان أن يزهق روحا هي ملك لبارئها حتى الانسان هو نفسه لا يستطيع قتل نفسه انتحارا فهي ملك لله وإلا كان جزاؤه النار وبئس المصير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من هم الأسباط؟
ــــــــــــــــــــــــــ
الأسباط جمع سبط، والأسباط أحفاد يعقوب، وهم اثنا عشر سبطاً من اثني عشر ابناً، أو أنهم قبائل من بني إسرائيل،
والسِّبط في اللغة: الجماعة يرجعون إلى أب واحد، والسَبَط (على وزن درج) قد يأتي بمعنى: الشجر، والأسباط الذين هم من شجرة واحدة، ويقال: سبط عليه العطاء، إذا تابع عليه حتى يصل بعضه ببعض.
المقصود من الأسباط ـ إذن ـ ليس أبناء يعقوب، فهؤلاء ارتكبوا جميعاً ذنباً بحق أخيهم ولا يصلحون للنبوّة،
بل المقصود قبائل بني إسرائيل، أو أحفاد يعقوب ممن كان لهم أنبياء. ولما كان بين هؤلاء الأسباط أنبياء، فالآية عدتهم بين أولئك الذين نزلت عليهم آيات الله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماهو المقصود بالمن والسلوى؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
..*المن ..هو نقط حمراء تتجمع على أوراق الشجر بين الفجر وطلوع الشمس..وهى موجودة حتى الاّن فى العراق..وفى الصباح الباكر يأتى الناس بالملاءات البيضاء ويفرشونها تحت الشجر,ثم يهزون الشجر بعنف فتسقط القطرات الموجودة على ورق الشجر فوق الملاءات..فيجمعونها وتصبح من اشهى انواع الحلويات..فيها طعم القشدة وحلاوة عسل النحل..وهى نوع من الحلوى اللذيذة المغذية سهلة الهضم سريعة الامتصاص فى الجسم..والله سبحانه وتعالى جعله بالنسبة لهم وقود حياتهم,وهم فى الصحراء يعطيهم الطاقة..
*أما السلوى..فهى طير من السماء ويقال انه السمان ..يأتيهم فى جماعات كبيرة لا يعرفون مصدرها..ويبقى على الأرض حتى يمسكوا به ويذبحوه ويأكلوه..-لو كان بنو اسرائيل مؤمنين حقا..لقالوا: ان الذى رزقنا بالمن والسلوى لن يضيعنا..ولكن الحق جل جلاله ينزل لهم طعامهم يوميا من السماء ..وهم بدلا من أن يقابلوا هذه النعمة بالشكر...قابلوها بالجحود
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماهي قصة التــيـــــــه:؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قصة التيه التي حصلت لبني إسرائيل،
القصة في آيات سورة المائدة، وهي تفصل في ذكر تلك القصة.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم
إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكاً وآتاكم ما لم يؤت أحداً من العالمين يا قوم ادخلوا
الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين قالوا يا
موسى إن فيها قوماً جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا
داخلون قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه
فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبداً ما
داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون قال رب إني لا أملك إلا نفسي
وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون
في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين ).
تلك هي قصة التيه الذي حصل لبني إسرائيل والذي استمر أربعين سنة يتيهون في الأرض.
لقد جرب موسى عليه السلام قومه في مواطن كثيرة، وفي كل مرة ينعم الله عليهم من آلائه يتنكب أولئك القوم،
عجيب أمر يهود.
جربهم موسى عليه السلام عندما خرجوا من أرض مصر،
فلحقهم فرعون وجنوده، فأغرقه الله جل وعلا وأنقذهم من تسلطه وجبروته
فإذا هم يمرون على قوم يعكفون على أصنام لهم،
فيقولون: يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة ، وما يكاد يغيب عنهم في ميقاته
مع ربه لأربعين يوما، حتى يتخذ السامري من الذهب عجلا جسداً له خوار، ثم إذا هم عاكفون عليه
يقولون، إنه إله موسى الذي ذهب لميقاته.
وجربهم موسى عليه السلام، عندما فجر لهم من الصخر ينابيع في جوف الصحراء،وأنزل عليهم المن والسلوى طعاما سائغاً، فإذا هم يشتهون ما اعتادوا من أطعمة مصر أرض الذل بالنسبة لهم، فيطلبون بقلها وقثاءها
وفومها وعدسها وبصلها.
وجربهم في قصة البقرة التي أمروا بذبحها
فتلكأوا وتسكعوا في الطاعة والتنفيذ فذبحوها وما كادوا يفعلون.
وجربهم عندما عاد من ميقات ربه، ومعه الألواح وفيها ميثاق الله عليهم وعهده،
فأبوا أن يعطوا الميثاق وأن يمضوا العهد مع ربهم، ولم يعطوا الميثاق حتى وجدوا الجبل منتوقاً فوق رؤوسهم وظنوا أنه واقع بهم ،
لقد جربهم موسى عليه السلام في مواطن كثيرة، لكن هذا شأن يهود.
ثم ها هو معهم في هذه القصة، قصة التيه،
وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم وذلك بنجاتهم من فرعون وقومه
فخرجوا قاصدين أوطانهم ومساكنهم التي جعلها الله لهم وهي بيت المقدس،
وقاربوا وصول بيت المقدس فحصل لهم التيه في الصحراء أربعين سنة.
وسببه أن الله فرض عليهم جهاد عدوهم، ليخرجوه من ديارهم التي جعلها الله لهم،
فوعظهم موسى عليه السلام، وذكرهم ليثبتوا على الجهاد، يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم
ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين لكن اليهود هم اليهود،
صفاتهم هي هي، الجبن التنصل، النكوص على الأعقاب، نقض الميثاق
قالوا يا موسى إن فيها قوماً جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون .
وهنا تبدوا جبلة يهود على حقيقتها، الخوف والجبن وضعف الرجولة،
وهذا لا يناقض ما هم عليه في هذا الزمان من القوة والتسلط
والسبب في ذلك، أن الذين أمامهم أجبن منهم وأخوف منهم، وأقل رجولة منهم
وإلاّ لو واجهوا أشداء وواجهوا رجالاً، لا نكشفت حقيقتهم،
أما والساحة خالية فإن القط يستأسد، لكن على من؟ على من هو أقل من القط.
وبعد ما كان هذا هو جوابهم لموسى عليه السلام، تكلم رجلان، هذان الرجلان هما
اللذان تكلما وسط أولئك القوم ناصحين مرشدين مخوفين بالله مشجعين لقومهم،
ومحركين لهم على قتال عدوهم وجهاده،
وقد ذكر الله وصفاً لهذين الرجلين، يعد من أهم الصفات المطلوبة في الرجل الناصح المرشد
، وصفهم جل وتعالى بأنهما من الذين يخافون الله وهنا تبرز قيمة الإيمان بالله، والخوف منه
قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما
ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين .
فهذان الرجلان من الذين يخافون الله، وخوفهم من الله يُنشئ لهم استهانة بالجبارين
حكم الله عليهم بالتيه 40 سنة في الصحراء...هل تعلموا لماذا 40 سنة بالتحديد؟؟؟
حتى يتغير الجيل إلى جيل آخر قوى مؤمن بالله مخلص في إيمانه محب للقتال في سبيله.
وفعلا فتحها موسى بعد 40 سنة مع هذا الجيل الجديد المؤمن.



تتناول هذه الآيات الآتي:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - كل من آمن بالإسلام وبكل ما نادى به سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لا خوف عليه بعد انتقاله من الدنيا ووقوفه بين يدي الله يوم القيامة حيث أن الجنة هي جزاءه

حتى لو كان يهوديا أدرك الإسلام واليهودي هو التائب لغويا وسمي اليهود بذلك لأنهم قالوا " إنا هدنا إليك"

وأيضا من أدرك الإسلام من النصارى وهم من آمنوا برسالة عيسى عليه السلام ومفردهم نصران وقد تمت تسميتهم بالنصارى نسبة إلى قرية الناصرة التي ولد بها سيدنا عيسى

أما الصابئون فهم بين المجوس واليهود والنصارى لا دين لهم وهم طائفة مختلفة قيل أنهم يقولوا لا إله إلا الله ولكن لا دين لهم ويقال أنهم يعبدون الملائكة
وهنا تعريف أكبر بالصابئون:-
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من هم الصابئون المذكورون في سورة البقرة ؟
وهل هو دين سماوي، ومن هو النبي الذي أرسل إليهم ؟
هل هم موجودون في الوقت الحاضر ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد جاء في تفسير القرطبي عند تفسير الآية المشار إليها في السؤال ما نصه:
اختلف السلف في الصابئين، فقال قوم:
هم من أهل الكتاب، ولا بأس بذبائحهم ومناكحة نسائهم.
وقال آخرون: هم قوم يشبه دينهم دين النصارى؛ إلا أن قبلتهم نحو مهب الجنوب يزعمون أنهم على دين نوح عليه السلام
وقال آخرون: هم قوم تركب دينهم من اليهودية والمجوسية لا تؤكل ذبائحهم ولا تنكح نساؤهم.
وقيل: هم قوم يعبدون الملائكة، ويصلون إلى القبلة، ويقرأون الزبور، ويصلون الخمس،
ثم قال: والذي تحصل من مذهبهم أنهم موحدون معتقدون تأثير النجوم...... ولهذا أفتى أهل العلم بكفرهم
وفي الموسوعة الميسرة: أن طائفة الصابئة الوحيدة الباقية إلى اليوم، والتي تعتبر يحيى نبياً لها هي طائفة المندائية، ويقدسون الكواكب والنجوم.ومن معالم دينهم الاتجاه نحو القطب الشمالي، وكذلك التعميد في المياه الجارية.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن الصابئة نوعان: صابئة حنفاء، وصابئة مشركون،
فالحنفاء بمنزلة من كان متبعاً لشريعة التوراة والانجيل قبل النسخ والتحريف والتبديل،
وهؤلاء حمدهم الله تعالى وأثنى عليهم.
وأما الصابئة المشركون: فهم قوم يعبدون الملائكة، ويقرأون الزبور، ويصلون، فهم يعبدون الروحانيات العلوية.
وبهذا يتحصل عندنا أن الصابئة عدة مذاهب وفرق فمنهم من يعتبرون أنفسهم أتباعاً لنوح عليه السلام،
ومنهم من يزعم أنه يتبع يحيى بن زكريا،
ومنهم من لفق له مذهبا من بين اليهودية والنصرانية،
ومنهم من لفق له مذهبا من بين اليهودية والمجوسية.
وأما عن أماكن وجودهم اليوم، فإنهم موجودون في العراق وإيران،
وفي الموسوعة الميسرة: أنهم ينتشرون على الضفاف السفلى من نهري دجلة والفرات، ويسكنون في منطقة الأهوار، وشط العرب، ويكثرون في مدن العمارة، والناصرية والبصرة، وقلعة صالح، والحلفاية، والزكية، وسوق الشيوخ، والقرنة....وفي إيران يسكنون على ضفاف نهر الكارون، والرز.... وفي مدن إيران الساحلية.
والله أعلم. عن مركز الفتوى / الشبكة الاسلامية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المستخلص من الآيات السابقة:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - لا دين عند الله سوى الإسلام وليس لنا دين غيره ومن آمن برسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومات على ذلك له جزاء المسلمين الصالحين عند الله حتى لو كان يهوديا أو نصرانيا أو صابئا

2 - اليهود دائما ومنذ البداية صفاتهم خبيثة وليس لهم عهد ولا وعد ولا مبدأ وفي هذا الجزء توضيح بأن الله أنزل عليهم الألواح فيها الأوامر والنواهي لكنهم لم يعملوا بها ورفضوا الامتثال بما يقوله سيدنا موسى عليه السلام لذلك صعقهم الله في البدايه ثم أحياهم وأعاد عليهم موسى أمر الإيمان لكنهم قالوا لا حتى يكلمنا الله كما كلمك فأمر الله الملائكه بنقل إحدى الجبال- حيث أن كلمة الطور في اللغة السريانية معناها جبل -عليهم ليكون كالظلة وجعل البحر محيط بهم من جهة والنار من جهة فامتثلوا للأوامر وأنزل الله خشيته والإيمان به في قلوبهم

اليهود قوم لؤم وفساد وكذب وخيانه ونفاق مهما تاب عليهم الله وأعطاهم من النعم يكفروا بها ويعصوه ولذلك قاموا بالصيد يوم السبت رغم منعهم عن ذلك وهم أهل منطقة تسمى أيلة فهلكوا بعد ثلاثة أيام
إذن نرى أن كل ما يقدمه الله لنا من قصص عن السابقين فيها عظه وعبره كي نتعلم ونعتبر ولا نعصيه ولا نتبع الشيطان فياتينا عذاب الله

3 - اليهود يبحثوا عن المتاعب والله لا يحب تعقيد الإنسان لأمور حياته فالأمر الذي قيل لهم عن ذبح بقرة حتى يهتدوا إلى قاتل أحدهم كان أمرا بسيطا أن يذبحوا أي بقرة لكنهم اختاروا المشقة لأنفسهم فشق الله عليهم وأتعبهم حتى وجدوا البقرة بصفات صعب الحصول عليها بسهوله

لذلك لا تعقدوا أمور دينكم فالدين يسر وليس عسر ولا هو بالقيد حول رقابنا لخنقنا بأمور يبتدعها البعض ليست من الإسلام فانتبهوا لأن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يــتــبــــع مـــا قــبــلــــه ومـــابـــعـــــده بــــإذن الــلــه

Wednesday 11 February 2009

ســــورة الــبــقــــــــــــرة - الـقـســــــــم الثــانــي


في هذا القسم من سورة البقرة سوف أقوم باستخراج الأوامر والنواهي كما وضحت لكم من قبل

بسم الله أبدأ


مطلوب من المسلمين أن يكونوا:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


1-

يُصَدِّقُونَ "بِالْغَيْبِ" أي بكل ماعرفوه ويغَيبَ عَنْهُمْ كشيء تراه أعينهم ويلمسوه لمس مادي


مثل الْبَعْث وَالْجَنَّة وَالنَّار


2- يقيموا الصلاة بمنتهى الإلتزام والخشوع

ويؤدوها كما ينبغي بحقوقها عليهم


3- يتصدقوا دائما والتصدق غير الزكاة فالتصدق طوال أيام العام وليس له وقت معين ملزم

ويكون من الرزق الذي وهبه الله لهم فكما يعطينا الله يجب أن نعطي

وبالنسبة للنساء يجب أن يكثرن من التصدق

فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم بعد رحلة الإسراء والمعراج

يا أيتها النساء أكثرن من التصدق والإستغفار فقد رأيتكن أكثر أهل النار

ويكون التصدق من أفضل شيء عندكم ولا تنظروا إلى شيء قليل على أنه لا ينفع فكم من تصدق بحسنة بسيطة يكون عند الله كثيرا وغزيرا وله ثوابا عظيما

المهم أن تحافظوا على التصدق ولا تمنعوه فيمنع الله عنكم


4- يؤمنوا بالقرءان الكريم ويتبعوا أوامره ونواهيه

كما يؤمنوا بأن هناك رسالات هي التوراة والإنجيل قد نزلت من قبل


5- يؤمنوا بأن هناك يوم حساب يبعث الله فيه العباد

ويحاسبهم بما فعلوا فإما إلى جنة وإما إلى نار


6- يدعونا الله دائما إلى أن نكون من المتقين والتقوى هي :

اتقاء النار بالإمتثال للاوامر واجتناب النواهي




من هذه الآيات نتعلم ونفهم ماهي صفات الكافرين والمنافقين وتصرفاتهم كي نبتعد عنها ولا نحاكيها

فالكافر
مهما تجادله بالحق وبالتي هي أحسن لا يستمع لك لأن قلبه مغلق على كفره وعنيد جدا في التمسك بهذا الكفر

والعناد يورث الكفر ويزيده ويقويه

والمنافق لا تستطيع أن تتفهم أفكاره وميوله و ليس له مبدأ ثابت ويتلون حسب الظروف والمتغيرات

هاتات الصفتان يجب أن تكون أبعد الصفات عن المسلمين المؤمنين المتقين








1 - يجب أن ينتبه المؤمن من الوقوع في شراك الكفر ويتعلم من قصص السابقين ويرى انتقام الله سبحانه وتعالى منهم
الله لا يترك كافر بدون عقاب ولكن الله يعطيهم كل شيء حتى تحين اللحظه ويأخذهم أخذ عزيز مقتدر لذلك فلينتبه

المؤمنون حتى لا ينجذبوا لحياة الكافرين ومافيها من المتع فكلها متع زائفة وزائلة

إن الله إذا غضب على عبد رزقه من حرام وإذا اشتد عليه غضبه بارك له فيه حتى تأتي ساعته وينتقم منه على كفره وفسوقه وعدم تقواه


2 - عبادة الله الواحد الأحد أساس العبادة فمن قال لا إله إلا الله ثم استقام دخل الجنة


إذن من أهم الأوامر الإيمان بالله وحده لا شريك له لنكون من المتقين الذين يحرمهم الله على النار

وقد قال الله عز من قائل: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون

الآية واضحة ولا تحتاج إلى كثير من التفسير فهذا هو الهدف من خلق الله للإنسان ...


أن يعبد خالقه ولا يشرك به شيئا ويتقي النار بفعل الأوامر واجتناب النواهي


يــتــبــــع مــا قبــله ومــا بــعــده بــإذن الــلــه - ســورة البــقــرة

Friday 6 February 2009

ســــورة الــبــقــــــــــــرة - الـقـســــــــم الأول










هدف السورة: الاستخلاف في الأرض ومنهجه




سورة البقرة وآياتها (286 آية)






هي أول سورة نزلت في المدينة بعد هجرة الرسول ومع بداية تأسيس الامة الاسلامية






(السور المدنية تعنى بجانب التشريع)






وأطول سور القرآن



وأول سورة في الترتيب بعد الفاتحة.






وفضل سورة البقرة وثواب قراءتها ورد في عدد من الأحاديث الصحيحة منها:






يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما)






وفي رواية (كأنهما غمامتان او ظلتان)






وعن رسول الله أنه قال:






"لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة" أخرجه مسلم والترمذي.






وقال رسول الله : "اقرأوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة" أي السحرة، رواه مسلم






في صحيحه.



هدف السورة:






الإستخلاف في الأرض (البشر هم المسؤولون عن الأرض) ولذا جاء ترتيبها الاول في المصحف.






فالأرض ملك لله عز وجل وهو خلقها وهو يريد ان تسير وفق إرادته فلا بد أن يكون في الأرض من هو مسؤول عنها






وقد استخلف الله تعالى قبل آدم الكثير من الأمم وبعد آدم أيضاً فمنهم من فشل في مهمة الاستخلاف ومنهم من نجح.






لذا عندما نقرأ السورة يجب علينا أن نستشعر مسؤولية في خلافة الارض



.
كما أسلفنا فإن هدف السورة هو الاستخلاف في الأرض، وسورة البقرة هي أول سور المصحف ترتيباً وهي أول ما نزل






على الرسول في المدينة مع بداية تأسيس وتكوين دولة الإسلام الجديدة فكان يجب أن يعرف المسلمون ماذا يفعلون






ومما يحذرون. والمسؤولية معناها أن نعبد الله كما شاء وأن نتبع أوامره وندع نواهيه.






والسورة مقسمة إلى أربعة أقسام: مقدمة – القسم الأول – القسم الثاني – خاتمة. وسنشرح هدف كل قسم على حدة.



المقدمة: وفيها وصف أصناف الناس وهي تقع في الربع الأول من السورة من الآية (1 – 29)




الربع الأول: أصناف الناس



:
المتقين (آية 1 – 5)
الكافرين (آية 6 – 7)
المنافقين (آية 8 – 20)






والاطناب في ذكر صفات المنافقين للتنبيه الى عظيم خطرهم وكبير ضررهم لأنهم يظهرون الايمان ويبطنون الكفر وهم أشد من الكافرين







ثم ننتقل الى القسم الأول للسورة وهو باقي الجزء الأول وفيه هذه المحاور



:
الربع الثاني:






استخلاف آدم في الأرض (تجربة تمهيدية )






(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) (الآية 30)






واللطيف أنه سبحانه أتبع هذه الآية بـ (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) (آية 31)



وهذه الآية محورية تعني أنه إذا أردت أن تكون مسؤولا عن الأرض يجب أن يكون عندك علم لذا علّم الله تعالى الاسماء






كلها وعلّمه الحياة وكيف تسير وعلّمه تكنولوجيا الحياة وعلّمه أدوات الاستخلاف في الأرض






(الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)(آية 22).






وهذا إرشاد لأمة الاسلام إن أرادوا ان يكونوا مسؤولين عن الأرض فلا بد لهم من العلم مع العبادة فكأن تجربة سيدنا آدم هي تجربة تعليمية للبشرية بمعنى وكيفية المسؤولية عن الأرض.






ثم جاءت الآية (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ آية 36






ترشدنا أن النعمة تزول بمعصية الله تعالى. وتختم قصة آدم بآية مهمة جداً (قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) آية 38






وهي تؤكد ما ورد في أول سورة البقرة (هدى للمتقين) ومرتبطة بسورة الفاتحة (إهدنا الصراط المستقيم







الربع الثالث الى الربع السابع:






نموذج فاشل من الاستخلاف في الأرض:






قصة بني اسرائيل الذين استخلفوا في الأرض فأفسدوا (الآية 40) (يا بني اسرائيل اذكروا تعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين



).
وأول كلمة في قصة بني اسرائيل (أني فضلتكم على العالمين) اي أنهم مسؤولون عن الأرض،






وأول كلمة في قصة آدم (إني جاعل في الأرض خليفة) أي مسؤول عن الارض،






وأول كلمة في قصة بني اسرائيل (واذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم)






وأول كلمة في الفاتحة (الحمد لله رب العالمين) والحمد يكون على النعم. فذكر نعم الله تعالى واستشعارها هي التي افتتح بها القرآن الكريم والتي افتتحت بها قصة بني اسرائيل



.
تعداد نعم الله تعالى على بني اسرائيل: الآيات 49 – 50 – 51 - 52



وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ (آية 49)



وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ (آية 50)







وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ (آية 51)



ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُمِ مِّن بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (آية 52)



عرض أخطاء بني اسرائيل (بهدف اصلاح الامة الاسلامية) الآيات 55 – 61



وفي عرض أخطاء بني اسرائيل التي وقعوا فيها توجيه لأمة محمد واصلاحها ومن هذه الأخطاء:






أن بني اسرائيل لم يرضوا تنفيذ شرع الله تعالى – المادية – الجدل الشديد – عدم طاعة رسل الله – التحايل على شرع الله – عدم الإيمان بالغيب



.
وقصة البقرة باختصار أن رجلا من بني اسرائيل قتل ولم يعرف قاتله فسألوا سيدنا موسى فأوحى الله تعالى اليه أن






يأمرهم بذبح بقرة لها صفات معينة ويضربوا الميت بجزء من البقرة المذبوحة فيحيا باذن الله تعالى ويدل على قاتله (الآيات 69 – 71)






وهذا برهان مادي لبني اسرائيل وغيرهم على قدرة الله جلّ وعلا في احياء الخلق بعد الموت.






وذلك أن بنو اسرائيل كانوا ماديين جداً ويحتاجون الى دليل مادي ليصدقوا ويؤمنوا. وهذه السورة تقول لأمة محمد أنهم مسؤولون عن الأرض وهذه أخطاء الامم السابقة قلا يقعوا فيها حتى لا ينزل عليهم غضب الله تعالى ويستبدلهم بأمم أخرى.






وتسمية السورة بهذا الاسم (البقرة) إحياء لهذه المعجزة الباهرة وحتى تبقى قصة بني اسرائيل ومخالفتهم لأمر الله






وجدالهم لرسولهم وعدم إيمانهم بالغيب وماديتهم وما أصابهم جرّاء ذلك تبقى حاضرة في أذهاننا فلا نقع فيما وقعوا فيه






من أخطاء أدت الى غضب الله تعالى عليهم. وهذه القصة تأكيد على عدم ايمان بني اسرائيل بالغيب وهو مناسب ومرتبط بأول السورة (الذين يؤمنون بالغيب) وهي من صفات المتقين. وفي قصة البقرة أخطاء كثيرة لأنها نموذج من الذين أخطأوا وهي امتحان من الله تعالى لمدى ايماننا بالغيب



.
وتتابع أخطاء بني اسرائيل الى الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ْوَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ) آية 104






وكان العرب يفهمون هذه الكلمة (راعنا) على أنها عادية ولكنها تعني السباب عند بني اسرائيل فأراد الله تعالى ان يتميز






المسلمون عن اليهود حتى بالمصطلحات اللفظية وأمرهم أن يقولوا (انظرنا



).
الربع الثامن: نموذج ناجح للإستخلاف في الأرض (قصة سيدنا ابراهيم )






وهي آخر تجربة ورد ذكرها في السورة. اولا ابتلى سبحانه آدم في أول الخلق (تجربة تمهيدية) ثم بني اسرائيل فكانت






تجربة فاشلة ثم ابتلى ابراهيم فنجح (وإذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين)






وفي هذه الآية اثبات أن الاستخلاف في الارض ليس فيه محاباة فالذي يسير على منهج الله وطاعته يبقى مسؤولا عن الأرض والذي يتخلى عن هذا المنهج لا ينال عهد الله (لا ينال عهدي الظالمين).






امتحن الله تعالى سيدنا ابراهيم بكلمات فلما أتمهن قال تعالى (اني جاعلك للناس اماما)






ثم دعا ابراهيم ربه أن يبعث في هذه الأمة رسولا منهم (ربنا وابعث فيهم رسولا منهم ) آية 136.






وفي نهاية قصة سيدنا ابراهيم الآية (قولوا آمنا بما أنزل الينا وما أنزل الى ابراهيم )






جاء ذكر الانبياء كلهم وهذا مرتبط بآية سورة الفاتحة (صراط الذين أنعمت عليهم) فكأنما كل هؤلاء المذكورين في آية






سورة البقرة هم من الذين أنعم الله تعالى عليهم والذين يجب أن نتبع هداهم والصراط الذي اتبعوه



.
وملخص القول في القسم الاول من السورة






أن بداية القصص الثلاث :






قصة آدم (إني جاعل في الارض خليفة)






وقصة بني اسرائيل (واني فضلتكم على العالمين)






وقصة سيدنا ابراهيم (إني جاعلك للناس اماما)






هذه القصص الثلاث بدايتها واحدة وهي الاستخلاف في الارض وعلينا نحن امة المسلمين أن نتعلم من تجارب الذين






سبقونا وأن نستشعر الأخطاء التي وقعت فيها الامم السابقة ونعرضها على انفسنا دائما لنرى ان كنا نرتكب مثل هذه






الاخطاء فتوقف عن ذلك ونحذو حذو الامم السابقة الذين نجحوا في مهمة الاستخلاف في الارض كسيدنا ابراهيم وفي






القصص الثلاث ايضاً اختبار نماذج مختلفة من الناس في طاعة الله تعالى






فاختبار سيدنا آدم كان في طاعة الله (أكل من الشجرة ام لا)






واختبار بني اسرائيل في طاعتهم لأوامر الله من خلال رسوله






واختبار سيدنا ابراهيم بذبح ابنه اسماعيل ايضا اختبار طاعة لله تعالى (واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات).






وخلاصة أخرى أن الآمة مسؤولة عن الارض والفرد أيضا مسؤول وللقيام بهذه المسؤولية فهو محتاج للعبادة وللأخذ بالعلم والتكنولوجيا.









القسم الثاني من السورة (الجزء الثاني): أوامر ونواهي للأمة المسؤولة عن الأرض







وفي هذا القسم توجيه للناس الذين رأوا المناهج السابقة وتجارب الامم الغابرة يجب أن يتعلموا من الأخطاء وسنعطيكم



أوامر ونواهي كي تكونوا مسؤولين عن الارض بحق وتكونوا نموذجا ناجحا في الاستخلاف في الارض. وينقسم هذا القسم الى



ــــــــــــــــــ



الربع الأول: تغيير القبلة






(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ * قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ آية 144






لماذا جاءت الآية في تغيير القبلة من بيت المقدس الى بيت الله الحرام؟ المسلمون أمة أرادها الله تعالى ان تكون متميزة وقوله تعالى (وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس) فبما انكم ستكونون شهداء على الناس لا بد من ان تكونوا متميزين فلا استخلاف بدون تميز لذا كان لا بد من أن تتميز الأمة المسلمة:






بقبلتها (بدون تقليد أعمى لغيرها من الامم السابقة) آية 104



بمصطلحاتها (انظرنا بدل راعنا) آية 144




بالمنهج (اهدنا الصراط المستقيم) سورة الفاتحة







الربع الثاني: التوازن في التميز



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




(إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ) آية 158.






وسبب هذه الآية أن الصحابة لما نزلت آيات تغيير القبلة ليتميزوا عن الكفار اعتبروا ان الصفا والمروة من شعائر الكفار وعليهم ان يدعوه ايضا حتى يكونوا متميزبن لكن جاءت الآية من الله تعالى ان ليس على المسلمين أن يتميزوا عن كل ما كان يفعله الكفار فلا جناح عليهم ان يطوفوا بالصفا والمروة لأنها من شعائر الله وليس فيه تقليد للأمم السابقة. إذن علينا أن نبتعد عن التقليد الاعمى لمن سبقنا لكن مع الابقاء على التوازن اي اننا امة متميزة لكن متوازنة.
o الربع الثالث:عملية اصلاح شامل




الآية (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ آية 177)






فيها اشياء كثيرة. فبعد أن اطاعوا وتميزوا مع الحفاظ على التوازن كان لا بد لهم من منهج اصلاحي شامل (الايمان بالله، بالغيب، ايتاء المال، اقامة الصدقة، ايتاء الزكاة، الوفاء بالعهود، الصابرين ، الصادقين، المتقين)






وكأنما الربعين الاول والثاني كانوا بمثابة تمهيد للأمة طاعة وتميز بتوازن واصلاح شامل وتبدأ من هنا الآيات بالاوامر والنواهي المطلوبة



.
o أوامر ونواهي شاملة لنواحي الاصلاح



:
o التشريع الجنائي: آية 179(وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ



)
o التركات والوصيات آية 180(كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ)
o



التشريع التعبدي آية 183 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) التعبد واحكام الصيام
o الجهاد والانفاق فيها دفاع عن المنهج ولا دفاع بدون مال وانفاق.( وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) آية 195



آية 177 (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)


مفصلة في هذه الاحكام وكلما تأتي الآيات في تشريع تنتهي بذكر التقوى لأنه لا يمكن تنفيذ قوانين الا بالتقوى وهي مناسبة ومرتبطة بهدى للمتقين في اول السورة ونلاحظ كلمة التقوى والمتقين في الآيات السابقة



.
إذن فالاطار العام لتنفيذ المنهج هو : طاعة – تميز – تقوى ونستعرض هذا التدرج الرائع:
(



يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) آية183
(



وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون) آية َ179
(



قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ )آية 144–






(إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ)آية 158



وكل من هذه الآيات هي اول آية في الربع التي ذكرت فيه



.
الربع الرابع: باقي أجزاء منهج الاستخلاف




الجهاد والانفاق (آية 190 – 191) (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ* وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ)



الحج وأحكامه (196 - 200)
لماذا جاء آيات أحكام الحج بعد الجهاد؟ لأن الحج هو أعلى تدريب على القتال واعلى مجاهدة النفس. وأيات الحج بالتفصيل وردت في سورة البقرة استجابة لدعوة سيدنا ابراهيم في الربع الثامن من القسم الاول (وأرنا مناسكنا) آية 128






ونلاحظ أن سورة البقرة اشتملت على أركان الاسلام الخمسة : الشهادة والصلاة والزكاة والصوم والحج ولم تفصّل هذه الاركان في القرآن كما فصّلت في سورة البقرة



.
الاسلام منهج متكامل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) آية 208 والسلم هو الاسلام وهو توجيه للمسلمين ان لا يكونوا كبني اسرائيل الذين آمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعض(






أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ) آية 85 وأن يأخذوا الدين كاملا غير مجتزأ فكأنما يوجهنا الله تعالى في سياق السورة الى الطاعة والتميز ثم يعطينا بعض عناصر المنهج ثم يأمرنا أن نأخذ الاسلام كافة و لا نفعل كما فعل بنو اسرائيل ثم يكمل لنا باقي المنهج.






وهذ الآية (ادخلوا في السلم كافة كان لا بد من وجودها في مكانها بعد الطاعة والتميز واتباع الاوامر والنواهي والجهاد والانفاق للحفاظ على المنهج ثم الاخذ بالدين كافة ثم التقوى التي تجعل المسلمين ينفذون






.
الربع : اكتمال المنهج (الآيات 219 – 242)



وفيه اكمال المنهج من أحكام الاسرة من زواج وطلاق ورضاعة وخطبة وخلع وعدة وغيرها وسياق كل ذلك التقوى ونلاحظ نهاية الآيات بكلمة تقوى او مشتقاتها. وقد تأخرت آيات احكام الاسرة عن احكام الصيام لأن الله تعالى بعدما أعد المسلمين بالتقوى وبطاعته جاءت أحكام الاسرة التي لا ينفذها إلا من اتقى وأطاع ربه فالمنهج الاخلاقي والعملي متداخلين في الاسلام. لا ينفع أن يبدأ باحكام الاسرة ما لم يكن هنالك تقوى في النفوس البشرية



.
الربع : قصة طالوت وجالوت (آية 246 – 251)



وهي قصة أناس تخاذلوا عن نصرة الدين وجاء ذكرها في موضعها لأن المنهج يجب أن يحافظ عليه ولا يتم ذلك إلا بوجود أناس يحافظون عليه.



آية الكرسي (اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) (آية 255)






موضعها في السورة مهم جدا وتدلنا الى أنه اذا اردنا تطبيق المنهج يجب ان نستشعر قدرة الله وعظمته وجلاله (الله لا إله الا هو الحي القيوم) فالمنهج ثقيل ويتطلب الكثير من الجهد لكنه يستحق التطبيق لأنه منهج الله تعالى (الله لا اله إلا هو)



ثم تأتي بعدها آية غاية في كرم الله وعدله (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) أمر من الله بان لا نكره أحدا على الدين لماذا؟ لأن الدين واضح معناه بعد قوله (الله لا اله الا هو) فالذي لا يعرف معنى (الله لا اله إلا هو) ولا يستشعر عظمة هذا المعنى لا مجال لإكراهه على الدين. فالرشد بيٌن والغي بيٌن



.
قدرة الله تعالى في الكون (دلائل احياء الموتى):من الآية (258 – 261)






جاءت في ثلاث قصص:



قصة ابراهيم مع النمرود آية 258 (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)



قصة عزير والقرية الخاوية آية 259 (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)



قصة ابراهيم والطير آية 261 (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ


وفي القصص الثلاث تأكيد على قدرة الله تعالى وأنه (لآ اله إلا هو) فكيف لا نقبل بتنفيذ المنهج او نكون مسؤولين عن الارض بعدما أرانا الله تعالى قدرته في الكون؟



الربع الأخير: الإنفاق (الآيات 261 – 283)
(

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ *فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ )آية 278



وهو آخر جزء من المنهج وفيه حملة شديدة على جريمة الربا التي تهدد كيان المحتمع وتقوض بنيانه وحملت على المرابين باعلان الحرب من الله تعالى ورسوله على كل من يتعامل بالربا او يقدم عليه. وعرض للمنهج البديل فالاسلام لا ينهى عن أمر بدون ان يقدم البديل الحلال. وقد جاءت آيات الربا بين آيات الانفاق لتؤكد معنى وجود المنهج البديل للمال والرزق الحلال



.
o الخاتمة:






وهذه أروع آيات السورة


(آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) آية 285


فالتكاليف كثيرة والتعاليم والمنهج شاق وثقيل فكان لا بد من ان تأتي آية الدعاء لله تعالى حتى يعيننا على أداء وتنفيذ هذا المنهج


(لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) آية 286



اي أعنا يا ربنا على تنفيذ المنهج لأنه سيوجد اعداء يمنعوننا من ذلك ولن نقدر على تطبيق المنهج بغير معونة الله. واشتملت الخاتمة بتوجيه المؤمنين الى التوبة والانابة والتضرع الى الله عزّ وجلّ برفع الأغلال والآصار وطلب النصرة على الكفار والدعاء لما فيه سعادة الدارين (رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) وقد ختمت السورة بدعاء المؤمنين كما بدأت بأوصاف المؤمنين وبهذا يلتئم شمل السورة أفضل التئام فسبحان الله العلي العظيم



.
خـــلاصــــــــــة

ــــــــــــــــــــــــ






نحن مسؤولون عن الارض والمنهج كامل وعلينا ان ندخل في السلم كافة والمنهج له إطار: طاعة الله وتميز وتقوى. اما عناصر المنهج فهي: تشريع جنائي، مواريث، إنفاق، جهاد، حج، أحكام صيام، تكاليف وتعاليم كثيرة فلا بد أن نستعين



بالله تعالى على أدائها لنكون أهلا للاستخلاف في الارض ولا نقع في أخطاء الامم السابقة


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


في المواضيع القادمة بإذن الله سوف نتناول





كل العبادات المطلوبة في سورة البقــــرة ..